in the future - u will be able to do some more stuff here,,,!! like pat catgirl- i mean um yeah... for now u can only see others's posts :c
ولد الفنان حزيم في أكتوبر/تشرين الأول عام 1951 بمحافظة سيدي بلعباس الواقعة في الشمال الغربي من الجزائر.
الفنان الجزائري الراحل محمد حزيم - أرشيفية
بدأ مشواره الفني مطلع ثمانينيات القرن الماضي مع فرقة مسرح العمال لمحافظة وهران (غرب)، وأدى معها أدوارا تميل إلى المسرح الفكاهي، ليتحول منذ ذلك الوقت إلى واحد من أكبر "أيقونات الكوميديا" في الجزائر.
وترك الفنان الراحل محمد حزيم طوال مسيرته الفنية الممتدة طوال 40 عاماً عدة أعمال فنية في مسلسلات وأفلام أغلبها كوميدية، من أشهرها "طبيب بوسنيس"، و"فيروس في القصر، و"معاك يا الخضرا"، و"حراقة"، و"الطبيب"، و"التبذير"، و"حيدو ميدو"، و"عائلة هائلة"، و"بدون تأشيرة"، و"دار الجيران"، و"الفقير والغني"، و"بوضو"، والحيلة"، و"صفى وشرب".
الفنان الجزائري الراحل محمد حزيم - أرشيفية
سلسلة "بلاد حدود"
وسطع نجم الفنان الراحل محمد حزيم خلال أصعب وأخطر مرحلة مرت بها الجزائر، وذلك في تسعينيات القرن الماضي.
وهي الفترة التي شهدت تغول الجماعات الإرهابية، وكان الفن والفنانون من أكثر المستهدفين من قبل الإرهاب.
وكان حزيم من بين الفنانين الذين تحدوا الإرهاب برفضهم الهجرة خارج الجزائر، وكذا بالابتسامة التي صنعها ولم يبخل بها على الجمهور الجزائري الذي كان متعشطاً خلال تلك الفترة القاتمة لأعمال كوميدية تتحدى همجية الإرهاب.
وفي عز التغول الإرهابي، اشتهر الفنان محمد حزيم بسلسلة "بلاد حدود" ثم "مهمة بلاد حدود"، وهو اسم لفرقة مسرحية شكلها مع الفنانين مصطفى وحميد.
وهي السلسلة الفكاهية التي كان يبثها التلفزيون الجزائري الحكومي، والتي كانت تتناول عدة قضايا اجتماعية بأسلوب فكاهي وساخر وجاد، كما عرف الفنان الراحل برقصة غريبة في السلسلة.
وبوفاة الفنان محمد حزيم، تكون الساحة الفنية الجزائرية خسرت واحدا من أعمدتها الفنية التي سخرت كل إمكانياتها طوال 40 عاماً.
31 - 1
عثمان عريوات.. عملاق السينما الذي نام باكرا
كبير في حضوره وفي أدائه، سواء في الدراما أو الكوميديا التي أبدع فيها وقدم أفلاما قوية بقيت في ذاكرة الجزائريين إلى اليوم، وما يزال الجمهور العريض يردّد كلماته وحركاته، إنه عملاق الكوميديا في الجزائر عثمان عريوات. عرف كيف يضحك الجزائريين ويعزف على وترهم الحساس، فانتقد المجتمع ومارس السياسة بأفلامه بعيدا عن الخطابات الرنانة المباشرة، بل بقوة الحضور والأداء المبهر، من ينسى دوره في “كرنفال في دشرة”. ورغم غيابه، بقي حاضرا في ذاكرة الجزائريين، ففي كل مرة يستجد حدث سياسي، إلا وتكون عباراته حاضرة ولقطات من فيلمه تصنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
قدّم عريوات فنا حقيقيا ذا رسالة اجتماعية في كوميديا سوداء أضحكت وأبكت، على غرار فيلمه “رجل وامرأتان” الذي أبدع في كل تفاصيله الإنسانية والسيكولوجية، فكان نجم العمل، وكان الفيلم من أفضل الأفلام الاجتماعية الجزائرية. استطاع عريوات بمواضيع محلية وأفلام بميزانيات محدودة، أن يقدّم سينما جادّة واضحة المعالم، جزائرية الهوية، بعيدة عن الابتذال والتقليد، وأن يبني لنفسه شخصية سينمائية بقيت خالدة في الوعي الجمعي للجزائريين. عثمان عريوات بلهجته المتميزة وهندامه الخاص في كل عمل يقدّمه، أحبّه الجزائريون رغم أنه اختار الابتعاد عن الأضواء لسنوات طويلة، قرار فقد بموجبه عالم الفن السابع، أحد نجومه الذي ما يزال يصنع الحدث مع أي ظهور له.
يعتبر عثمان عريوات الممثل البسيط “الشعبي” الذي يعيش بين الناس بكل تواضع وحب، أحد أكبر الفنانين الجزائريين ورائد من روّاد الكوميديا الجزائرية، يعيش حياة البساطة بحي شعبي بالعاصمة فيها يمكن أن تصادفه، يحيّي هذا ويتكلم مع ذلك، لكنه يرفض أي لقاء صحفي وأي عمل مهما كان العرض مغرٍ.
سطع نجم عثوان عريوات وهو من مواليد ولاية باتنة سنة 1948 في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بفضل مجموعة من الأفلام التي بقيت محفورة في ذاكرة الجزائريين، على غرار “الطاكسي المخفي”، “عائلة كي الناس”، “رجل وامرأتان”، “كرنفال في دشرة”، هذا الأخير الذي بصم من خلاله على مسيرته الفنية وأصبح أيقونة الكوميديا الجزائرية، لكن هذا لا يمنع من تميزه في عمل تاريخي خالد، وهو “بوعمامة” الذي أبدع فيه عثمان عريوات وأثبت علو كعبه في السينما بعيدا عن الكوميديا.
يعرف عن عثمان عريوات تواضعه الشديد، وهو الذي يلبي طلبات معجبيه في كل مرة، يطلبون منه التوقف لأخذ صورة أو الحديث معهم والسؤال عن أحواله التي بقيت محل تساؤل بين محبيه، خاصة بعد أن فضّل اعتزال عالم التمثيل والتفرغ لحياته الخاصة البسيطة.
آخر عمل للفنان الكبير عثمان عريوات فيلم “سنوات الإشهار” الذي انتهى العمل عليه منذ سنوات، لكنه يرفض عرضه لأسباب يحتفظ بها لنفسه، رغم ورود أنباء عن قرب الإفراج عنه هذه السنة.
12 - 0
الممثل الراحل بلاحة بن زيان.. مشوار الأربعين عاما في حياة النوري :
حين تجتمع الفكاهة والكوميديا والعبقرية والدراسة، وتمتزج الطيبة بالنية الصالحة، تصقل الشخصية المحبوبة، توليفة تنطبق على الممثل الراحل بلاحة بن زيان، عفوا النوري، أكثر الشخصيات التلفزيونية التي تركت أثرا طيبا، وحين يرتعد فلان عاشور العاشر، انتظر زلزال بلاحة الضاحك الساخر.
ولد الفنان بن زيان بلاحة، في 23 نوفمبر عام 1953 بسيق ولاية معسكر، ولج عالم التمثيل من بوابة المسرح عام 1972 ودرس في معهد التمثيل قدور بن خامسة بوهران، وسرعان ما لفتت موهبته الأنظار وهذا في ظرف وجيز، وصار يألفه الجمهور على التلفزيون الجزائري منذ 1974.
كان للممثل الراحل هالة من الإبداع وحس فكاهي عال، وهذا ما أظهره في عدة أعمال مسرحية، أشهرها مسرحية التفاح لعميد المسرح الجزائري عبد القادر علولة، وكان رفيق درب الممثل الكوميدي الراحل سيراط بومدين وغوثي عزري وفضيلة حشماوي، وأعمال تلفزيونية أغلبها بطابع فكاهي، من بينها أعمال درامية تلفزيونية: “حويدق”، “عايش بالهف” عام 1992 “كفاش وعلاش”، “كلتوم”، “وردة مسمومة”، “جيلالي كلانشة”، “الجمعي فاميلي”، ما بين 2008 و2011، “ناس ملاح سيتي” عام 2006،، “يوميات الزربوط” عام 2008، “بوضو” بأجزائه الأربعة، ما بين 2013 و2016، “دار البهجة” عام 2013.. وفي نفس السنة، قدم عملين هما دار الجيران وفاميليا ستار، ليزيمقري عام 2014، وسع خاطرك عام 2017، الاعتراف عام 2018، رمضان في ماريكان 2019، وأخيرا، الأجزاء الثلاثة لمسلسل عاشور العاشر ما بين 2015 و2021.
ورغم عطائه الواسع للمشهد الفني والثقافي في بلاده، إلا أن الفنان الراحل عانى من التهميش والواسطة في الوسط الفني وفقا لما صرح به في عديد المقابلات، وكان الفكاهي المحبوب يعتبر أن أكبر آفة تعانيها الساحة الفنية بالجزائر هي “رحيل أصحاب الخبرة في الفن، الذين كانوا يقدمون النصائح للفنانين الجدد ويقدمون لهم الدعم النفسي والروحي”.
ويعتبر دور النوري في المسلسل الأكثر شهرة في الجزائر، عاشور العاشر، من أكثر الأدوار شعبية، التي ارتقت ببلاحة بن زيان إلى مصاف الكوميديين من الطراز الأول. وهذا ما جعل المخرج جعفر قاسم يمنحه الحرية المطلقة في تعديل النص واستبدال الجمل والاييفيهات، لما يخدم العمل الفكاهي، ويعيد الاعتبار لفنان أفنى عمره لإسعاد الجمهور.
هذه القدرة في ترويض الكلمة، لم تأت من فراغ، بل من مشوار طويل في كتابة الشعر الملحون، وكان حلم بلاحة قبل رحيله أن يقدم نصا مسرحيا كاملا، بهذا النوع الشعبي من الشعر.
توفي الفنان بلاحة بن زيان يوم الأحد 20 رمضان 1442 الموافق لـ 02 ماي 2021، في المستشفى العسكري بوهران، وووري الثرى في مسقط رأسه بسيق، وفي صدفة لافتة، تزامنت وفاته في الليلة نفسها التي بثت فيها الحلقة 19 من سلسلة “عاشور العاشر”، وتضمنت مشهداً يؤدي فيه الممثل بن زيان شخصية “النوري” ويسقط بسبب تعرّضه للتسمم.
رحل النوري تارك فراغا لا يمكن أن يملأه أحد، فقد كان من طينة الكوميديين الكبار، ورغم الصعاب التي واجهها في الأريعين عاما من العطاء، إلا أنه لم يستسلم، لأن من سلاحه محبة الناس لا يموت في قلوبهم.
329 - 8
#الأمير_عبد_القادر الجزائري.. قائد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى، اشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري، يعتبر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و1847.
هو قائد سياسي وعسكري مجاهد ومقاوم وشاعر، بايعه الجزائريون سنة 1832 أميرا لمقاومة المستعمر الفرنسي، مرت حياته بـ3 مراحل أساسية، الأولى قضاها في طلب العلم والتعرف على أوضاع البلدان العربية في طريق الحج، والثانية عاشها في الجهاد ومقاومة المستعمر، وقضى الثالثة أسيرا في فرنسا ثم مناضلا مغتربا في دمشق.
المولد والنشأة
ولد الأمير عبد القادر في 6 سبتمبر/أيلول 1808 بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام قرب مدينة معسكر غرب الجزائر، والده محيي الدين بن مصطفى كان أحد مشايخ الطريقة القادرية الصوفية، كما كانت أمه السيدة بنت عبد القادر بن خدة أيضا ابنة أحد شيوخ الطريقة نفسها.
وحسب بعض المؤرخين، فإن عائلته تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والعائلة التي ينتسب لها الأمير عبد القادر ينحدر منها أيضا حكام في المغرب العربي والأندلس، وكان لهذه الأصول تأثير عميق في تكوين شخصيته وساهمت في تحديد ملامحه قائدا روحيا وعسكريا.
تزوج سنة 1823 من ابنة عمه خيرة بنت أبي طالب.
التي تبعد 70 كيلومترا عن شمال مدينة معسكر، ثم إلى مدينة وهران حيث تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة مثل القاضي الشيخ أحمد بن الطاهر البطيوي والعالم الفقيه أحمد بن خوجة، وأخذ عنهم مبادئ العلوم الشرعية واللغوية والتاريخ والشعر، فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة.
بعد زواجه سافر عبد القادر بصحبة أبيه إلى البقاع المقدسة مرورا بتونس، ثم انتقل بحرا إلى الإسكندرية، ومنها إلى القاهرة حيث عاين المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها.
أبدى إعجابه بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد والي مصر آنذاك محمد علي باشا، ثم توجه إلى البقاع المقدسة حيث أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين في دمشق.
من دمشق سافر إلى بغداد التي تعرف أيضا على معالمها التاريخية واختلط بعلمائها، ليعود مرة أخرى إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج، وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة في الغرب الجزائري ليتفرغ فيها عبد القادر للقراءة والتأمل.
رحلة الأمير في مختلف البلدان العربية والإسلامية أكسبته زادا معرفيا ودراية بالشعوب، وجعلته يتدبر حال الأمة وهو في العشرين من عمره.
التجربة السياسية
في 5 يوليو/تموز 1830 وقّع داي الجزائر وقائد الحملة الفرنسية المارشال دي برمون معاهدة الاستسلام التي بموجبها احتلت فرنسا الجزائر، وبدأ الجزائريون رحلة النضال ضد الاستعمار بأشكال شعبية منظمة وغير منظمة.
ومع سقوط وهران سنة 1831 بدأت الفوضى والاضطرابات تعم حياة الجزائريين اليومية، مما دفع شيوخ وعلماء مدينة وهران إلى البحث عن شخصية تتولى زمام الأمور.
في البداية توجه الرأي إلى اختيار الشيخ محيي الدين والد عبد القادر، لما عُرف عنه من ورع وشجاعة وتاريخ نضالي، إذ سبق له أن قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831 وشاركه فيها ابنه عبد القادر منذ أول الاشتباكات مع المحتلين.
تردد الشيخ محيي الدين ثم اعتذر نظرا لتقدمه في السن، ومع إلحاح العلماء وشيوخ المنطقة رشح ابنه عبد القادر لتولي قيادة المقاومة وترتيب شؤون المنطقة، وكان في تلك الفترة يحارب الفرنسيين بمنطقة تسمى حصن فيليب.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب مدينة معسكر، وتمت البيعة الأولى للأمير عبد القادر وأطلق عليه لقب "ناصر الدين"، ثم تلتها البيعة العامة يوم 4 فبراير/شباط 1833.
قاد الأمير المقاومة في رقعة شاسعة وجعل الغرب مركزا ومنطلقا لها نحو الوسط والشرق الجزائري، واستطاع تحقيق العديد من الانتصارات العسكرية والسياسية التي جعلت المستعمر الفرنسي يتعثر في سياسته التوسعية أمام استماتة المقاومة.
وعسكريا، أدرك الأمير عبد القادر أن المواجهة تتطلب إحداث جيش نظامي على نفقة الدولة، ولهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين طالب فيه بضرورة التجنيد وتنظيم الجيش والمعسكرات في البلاد كافة، وتفاعلت معه قبائل المنطقة الغربية والجهة الوسطى.
تلمسان ضد قوات الجنرال بيجو يوم 6 يوليو/تموز 1836.
وخاض عبد القادر الجزائري معركتين ضد قوات الجنرال فالي، الأولى معركة غابة كرازة بمنطقة عفرون في 27 أبريل/نيسان 1840، والأخرى معركة موزاية بمدينة البليدة في 12 مايو/أيار 1840.
اتبع الفرنسيون سياسة الأرض المحروقة في مواجهة مقاومة قوات الأمير عبد القادر، فعمدوا إلى كل الأساليب الوحشية في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، كما أحرقوا المدن والقرى المساندة له كليا، وهي السياسة التي أدت إلى سقوط مدنه ومراكزه العسكرية.
وخاض بسبب ذلك معارك عدة، منها معركة الزمالة يوم 16 مايو/أيار 1843 في منطقة جبال عمور، والتي باغت فيها قوات الجنرال دومال، ثم معركة جبل كركور في 23 سبتمبر/أيلول 1845 ضد قوات مونتنياك، تلتها مباشرة معركة وادي مرسي في 26 سبتمبر/أيلول 1845 ضد قوات الجنرال جيرو.
أما سياسيا فقد شكل الأمير حكومة ومجلس شورى، وهو ما اعتبره مؤرخون أولى خطوات وضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة، وقد أجبر الفرنسيين على توقيع معاهدتي سلام تضمنتا اعترافا بسلطته على المنطقة الغربية للجزائر، وهما اتفاقيتا ديميشال في 26 فبراير/شباط 1834 والتافنة في 30 مايو/أيار 1837.
مثلت المعاهدتان نقطة انطلاق للأمير عبد القادر لبناء مشروعه الإصلاحي والمجتمعي، واعتمد في ذلك سياسات طويلة المدى لبناء مجتمع قوي قادر على مقاومة الاحتلال الفرنسي لسنوات عدة، فسعى إلى توحيد غرب الجزائر، وأولى التعليم أهمية خاصة، إذ أخذ في بناء المدارس والكتاتيب لمحو الأمية ونشر العلم، وجمع المخطوطات والكتب وتأمين حفظها في المساجد ومقرات الطرق الصوفية.
كما حارب الفساد الأخلاقي، فمنع الخمر والميسر والتدخين منعا باتا، واستطاع بناء جيش منظم، وأسس ورشات لصناعة الأسلحة، وبنى الحصون والقلاع.
دأب المستعمر الفرنسي على خرق معاهداته في أكثر من مناسبة، مما كان يدفع الأمير عبد القادر إلى استئناف الكفاح والمقاومة ضده، كما عمل الفرنسيون في الفترة الممتدة من 1844 إلى 1847 على وقف الدعم الذي كان يتلقاه من المغرب عن طريق تهديد السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن بغزو بلاده، إذ اعتبروا قبوله دخول الأمير المملكة إعلان حرب على الإمبراطورية الفرنسية.
قصف الفرنسيون ميناءي الصويرة وطنجة صيف عام 1844، مما ساهم في إضعاف قواته، ولما بدأ عتاده وذخيرته ومؤونته في النفاد حد من حركته، ولم يبق أمامه خيار سوى وقف القتال حقنا لدماء من تبقى من المقاومين ومناصريه من الأهالي.
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 1847 لم يجد بدا من الاستسلام للقوات الفرنسية التي استغلت الهدنة لمحاصرته في منطقة "سيدي إبراهيم"، وحشدت جيشا كبيرا ضده عجز عن مقاومته، فوقّع الأمير عبد القادر "معاهدة الاستسلام" التي أوقفت القتال، وسميت هذه المعاهدة "لاموريسيير" نسبة إلى قائد الجيوش الفرنسية الجنرال لويس لاموريسيير الذي وقع على المعاهدة من الجانب الفرنسي.
وذهب بعض المؤرخين إلى روايات ثلاث بشأن أسباب استسلام الأمير عبد القادر للقوات الفرنسية، وهي:
لجوء الأمير إلى الاستسلام حقنا للدماء.
أن الضغط الفرنسي على المغرب وقصف الصويرة وطنجة دفعا إلى تراجع المغرب عن دعمه ومحاصرة الجيوش الفرنسية له.
أن الأمير عبد القادر كان يعتبر معاهدة 23 ديسمبر/كانون الثاني 1847 "اتفاقية حرب" لا "اتفاقية استسلام".
وكان من شروط المعاهدة التي اشترطها الأمير تمكينه وأسرته من المغادرة إلى مكة والإسكندرية، وتخيير قادته وجنوده بين البقاء في الجزائر أو مرافقته إلى المنفى، لكن الفرنسيين تراجعوا بعد إمضاء المعاهدة واقتادوه بحرا إلى مدينة طولون الفرنسية حيث أودع السجن، ثم نقل إلى سجن مدينة "بو" في الجنوب الفرنسي ثم إلى آمبواز بإقليم اللوار.
ومع تولي نابليون الثالث إمبراطورية فرنسا سنة 1852 قرر إطلاق سراح الأمير بعد أن قضى قرابة 5 سنوات في السجون الفرنسية.
وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1852 سافر الأمير إلى تركيا، ثم انتقل إلى سوريا سنة 1855، حيث استقر في مدينة دمشق، ودرَّس في مدرستي الأشرفية والحقيقية، ثم في المسجد الأموي.
بعد أحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين التي شهدتها دمشق سنة 1860 احتضن في منزله أكثر من 15 ألف مسيحي، وهو موقف جعله محل إشادة عالمية.
المؤلفات
للأمير عبد القادر الجزائري الكثير من المؤلفات، أهمها:
ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.
المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد.
مذكرات الأمير عبد القادر.
المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد.
#امير_عبد_القادر #الجزائريين #استعمار_فرنسي #جبهة_التحرير #النهار #الوطنية #الحدث #الشروق #الحياة #العربية #الوثيقية #العربية #الجزيرة
13 - 0
#من_الذاكرة
أحمد زبانة .. أول شهيد أُعدِمَ بالمقصلة في 19 جوان 1956
أول شهيد أعدم بالمقصلة فأصبح رمزا للكفاح ومقاومة الشعب الجزائري ضد المحتل الفرنسي، “أحمد زبانة”، الملقب “بحميدة”، مسؤول جبهة وجيش التحرير الوطنيين بالمنطقة الغربية وهران، و أحد المجاهدين الأوائل للثورة التحريرية.
حكمت محكمة وهران بالإعدام على”أحمد زبانة” واسمه الحقيقي “زهانة” وإستشهد تحت المقصلة في 19 جوان 1956 في سجن بربروس بأعالي الجزائر العاصمة، وكان أول من واجه عقوبة الإعدام بهذه الوسيلة من بين 222 آخرين حكم عليهم طوال حرب التحرير الوطني.
صرخ الناشط الشاب، البالغ من العمر 30 سنة آنذاك قائلا “فخور بكوني أول من صعد على هذه الآلة”
رســالة” أحمد زبانة” قبل إعدامه
“أقربائي الأعزاء، أمي العزيزة : أكتب إليكم ولست أدري إن كانت هذه الرسالة هي الأخيرة، والله وحده أعلم. فإن أصابتني أي مصيبة فلا تيأسوا من رحمة الله. إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها، وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب، وقد أديتم واجبكم إذ ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي. وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه، ولعلها آخر تحية مني إليكم وأجملها، وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح و دنيا وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم. الله أكبر وهو القائم بالقسط وحده”.
وعلى الرغم من حالته الصحية المتدهورة الناجمة عن طلق ناري في ساقه وذراعه اليسرى، وعلامات التعذيب البادية للعيان نتيجة الإقامة لعدة أشهر في الجانب المخصص للمحكومين بالإعدام في السجن، إلا أن جلاديه لم تأخذهم به رأفة وكانوا مصرين على تنفيذ الحكم فيه.
كانت ليلة 19 جوان 1956 على الساعة الرابعة صباحا تنفيذ الحكم ..أقتيد إلى المقصلة صرخ صرخته الخالدة “أموت وتحيا الجزائر”.
ولمرتين، سقطت قاطعة آلة القتل الرهيبة ولكن النصل بقي عالقا على بعد سنتيمترات من رقبة الشهيد وكما من المفروض، وكما يعمل به في كل دول العالم في مثل هذه الحالات، أن يلغى حكم الإعدام ويستبدل بالسجن مدى الحياة. غير أن الحال لم يكن كذلك بالنسبة لزبانة، فمحاولة ثالثة و أخيرة أنهت حياته ليستشهد لكي تحيا الجزائر.
“أحمد زبانة “كان يبحث عن حياة لا نهاية لها فكان له ما أراد في جنة الخلد وهو الذي رثاه الشاعر الجزائري “مفدي زكريا “بهذه الأبيات الرائعة:
قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالطفل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
وامتطى مذبح البطولة معراجاً، ووافى السماءَ يرجو المزيدا
وتعالى، مثل المؤذن، يتلو… كلمات الهدى، ويدعو الرقودا
صرخة، ترجف العوالم منها ونداءٌ مضى يهز الوجودا:
”اشنقوني، فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا”
”وامتثل سافراً محياك جلا دي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا”
”واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا”
” أنا إن مت، فالجزائر تحيا، حرة، مستقلة، لن تبيدا ”.
#احمد_زبانة #شهيد #الثورة_الجزائرية #اندلاع_الثورة #تحيا_الجزائر #العربية #الحدث #الجزيرة #النهار #الشروق
16 - 1
في ذاكرة المسرح الوطني الجزائري أحمد بن عيسى ستون_سنة من العطاء
ولد أحمد بن عيسى مدينة ندروما في 2 مارس 1944 وتربي في مدينة بالعباس. أحب المسرح منذ الصغر و غادر إلى العاصمة في سن مبكرة ( 17 سنة ) للالتحاق بالمسرح و شارك في 1964 بتربص تكويني بسيدي فرج من تنظيم المسرح الوطني رفقة مجموعة من عظماء الفن الجزائري و تلقى لاحقا تكوينا أكاديميا بفرنسا .
بدأت تلك المسيرة من الفنّ الرابع عام 1964؛ حيث شارك في عروض مسرحية في مدينتَي الجزائر – مسقط رأسه – ووهران، مع أسماء بارزة في هذا المجال: كاتب ياسين، ومحمد بودية، وعز الدين مجّوبي، وامّحمد بن قطّاف، وصونيا، قبل أن يتولّى في، منتصف التسعينيّات، إدارة المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعبّاس في الغرب الجزائري.
ومثلما شارك في العشرات من الأعمال المسرحية، كانت لبن عيسى – بحضوره الكاريزمي وصوته الجهوري – مشاركاتٌ مستمرّة في العشرات من الأفلام السينمائية؛ مع الجيل القديم من مُخرجي السينما الجزائري من أمثال عبد الرحمن بوقرموح (كحلة وبيضا)، وسيد علي مازيف (ليلى والأُخريات)، ومرزاق علواش (نورمال، وحرّاقة)، وأحمد راشدي (مصطفى بن بولعيد، وكريم بلقاسم)، ووصولاً إلى مُخرجي الجيل الجديد؛ رشيد بوشارب (خارجون عن القانون)، ثمّ مع المخرجين الشباب؛ مونيا مدُّور (بابييشا)، وعمّار سي فوضيل (دم الذئاب).
حضوره الكبير في السينما و التلفزيون، لم يكُن سبباً في قطع صلته بخشبة المسرح التي ظلّ قريباً منها إلى غاية رحيله، وهو الذي كان قد أطلق، قبل سنوات، مشروعاً بعنوان “نجمة”، بهدف تقريب المسرحيّين الشباب من نصوص كاتب ياسين، من خلال الاشتغال عليها بلهجة عامّية يفهمها الجميع.
غادرنا بن عيسى بعد أكثر من 50 سنة من العطاء في مثل هذا العمر و قبل سنة في 20 ماي 2022 بسبب وعكة صحية في فرنسا أثناء مشاركته في مهرجان “كان” ، لتفقد الساحة الثقافية في الجزائر قامة فنية عظيمة كرست حياتها لخدمة الثقافة و الفن الجزائري.
#اخبار_اليوم #الجزائريين #TVDZ
5 - 0
#فريدة_صابونجي
ممثلة سينمائية ومسرحية جزائرية
فريدة صابونجي ولدت في 10 اغسطس 1930 وتوفت في 17 سبتمبر 2022.
كانت فنانة وممثلة سينمائية ومسرحية جزائرية ولدت في عام 1930 في حي الدويرات بمدينة البليدة. اشتهرت بأداء أدوار المرأة الغنية والمتغطرسة، القاسية القلب أحيانًا، وتميزت بشخصية قوية جعلت منها رمزًا في عالم الفن الجزائري.
دخلت عالم المسرح في سن مبكرة حيث كانت تبلغ حوالي 13 سنة، وشاركت على خشبته إلى جانب كبار الفنانين مثل محي الدين بشطارزي، رويشد، ومحمد التوري. بدأت مسيرتها الفنية من خلال الإذاعة الوطنية في عام 1947 بدعم من محي الدين بشطارزي. في الخمسينيات قدمت العديد من الأعمال المسرحية الكلاسيكية بالمسرح الوطني المعروف بـ"الأوبرا"، مثل أوتيلو، أوتيفون، تارتيف، قناع الجحيم، والدنجوان، رفقة مصطفى كاتب، محمد التوري، نورية، وكلثوم وغيره من نجوم الفن الجزائري.
في عام 1989، شاركت في مسلسل المصير تحت إدارة المخرج جمال فزاز، حيث قامت بدور يتطلب الكثير من الغطرسة والقوة، ونجحت في تقديمه بشكل لاقى إعجاب الجمهور. كما قدمت دورًا مميزًا في مسلسل كيد الزمن سنة 1999، مما رسخ صورتها كفنانة تجيد تجسيد الأدوار المتسلطة، على الرغم من أن هذه الأدوار لا تعكس شخصيتها الحقيقية. آخر أعمالها كان دار البهجة في سنة 2013.
#جزائريبن #اخبار_اليوم #الحدث #النهار #العربية
0 - 1
مع قناة تليفزيونية TVDZ تحلى مشاهدة