in the future - u will be able to do some more stuff here,,,!! like pat catgirl- i mean um yeah... for now u can only see others's posts :c
*حصن حصين لصد الشياطين*:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ :
" لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ."
صحيح مسلم.
*مقدمة الشرح:*
*بيوتُ المسلِمينَ يَنبَغي أنْ تُحصَّنَ منَ الشَّيطانِ، وأنْ تُملأَ بالنُّورِ والبَرَكةِ، ويكونَ ذلك بعَملِ الطَّاعاتِ فيها من ذِكرٍ وصَلاةٍ ودُعاءٍ وقِراءةِ القُرآنِ وغَيرِ ذلك، وقِراءةُ القُرآنِ فيها الخَيرُ والبَرَكةُ للمَكانِ الَّذي يُقرَأُ فيهِ؛ فهو حَبْلُ اللهِ المَوصُولُ، وفيهِ طُمَأنينةُ النَّفْسِ، وطَردٌ للشَّياطِينِ مِنَ البُيوتِ الَّتي يُقرَأُ فيها، وخاصَّةً سُورةَ البقَرةِ.*
*الشرح:*
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
*«لا تَجعَلُوا بُيوتَكُم مَقابِرَ»،* أي: *لا تَجعَلوها شَبيهةً بالمَقابِرِ خاليةً عنِ الذِّكرِ والطَّاعةِ، واجْعَلوا لها نَصيبًا من قِراءةِ القُرآنِ والصَّلاةِ،* كما جاء في الصَّحيحَينِ عنِ ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
*«اجْعَلوا في بُيوتِكم من صَلاتِكم، ولا تَتَّخِذوها قُبورًا».*
ثُمَّ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
*أنَّ الشَّيطانَ يفِرُّ ويَبتعِدُ مِنَ البَيتِ الَّذي تُقرَأُ فيهِ سُورَةُ البقَرةِ؛ لأنَّه يئِسَ من إغْواءِ أهْلِه ببَرَكةِ هذه السُّورةِ، أو لمَا يَرى من جِدِّهم في الدِّينِ، واجْتِهادِهم في العِبادةِ، فالبَيتُ الَّذي يُقرأُ فيه القُرآنُ بوَجهٍ عامٍّ يتَّسِعُ على أهْلِه، ويَكثُرُ خَيرُه، وتَحضُرُه الملائكةُ، وتُدحَضُ عنه الشَّياطينُ، وإنَّ البَيتَ الَّذي لا يُقرأُ فيه القُرآنُ يَضيقُ على أهْلِه، ويقِلُّ خَيرُه، وتَنفِرُ منه الملائكةُ، وتحضُرُ فيه الشَّياطينُ.*
*فوائد الحديث:*
- والحَديثُ يدُلُّ على *فَضيلةِ سورةِ البَقرةِ، وتَقْديمِها على غَيرِها،* وإنَّها لَكذلكَ؛ فقدْ جمَعَتْ من أحْكامِ الشَّرعِ ما لم تَجمَعْه سورةٌ في القُرآنِ، فهي مُشتمِلةٌ على صِفاتِ المؤمِنينَ، وصِفاتِ المنافِقينَ، وشَرحِ قِصصِ بَني إسْرائيلَ، *والزَّجرِ عنِ السِّحرِ والرِّبا،* وذِكرِ القِبلةِ والصَّلاةِ والصَّومِ والحَجِّ والعُمرةِ، والطَّلاقِ والعِدَدِ، والدُّيونِ والشُّروطِ، والرَّهنِ والقِصاصِ، وغَيرِ ذلك منَ الأحْكامِ.
- وفي الحَديثِ: *الحثُّ على قِراءةِ القُرآنِ، وكَثْرةِ الذِّكرِ في البُيوتِ.*
- وفيه: *تَوجيهُ النَّاسِ إلى أنَّ القُرآنَ والذِّكرَ يُحْيي البُيوتَ والقُلوبَ ويُعمِّرُها.*
(مصدر الشرح: الدرر السنية)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
4 - 8
*المعيار الحقيقي:*
- نُقل عن أبي عبد الله بِشْرِ القطان:
" *ما رأيت أحسن انتزاعا لما أراد من آيِ القرآن من أبي سهل بن زياد، وكان جارنا، وكان يديم صلاة الليل، والتلاوة، فَلَكَثرَة دَرسِه، صار القرآن كأنَّه بين عينيه* ". انتهى ( المصدر: السِّيَر )
- يُراد بحسن استحضار القرآن:
*أن الحافظ قادر على تذكر الآية التي يريدها من كتاب الله تعالى، و انتزاعها في الوقت الذي يريد، وهذه نعمة لا يُؤتاها كل أحد.*
اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها الا أنت سبحانك وبحمدك.
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
4 - 0
*توجيه إلـٰهي ومنهج رباني:*
قال الله تعالى:
*﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱرۡكَعُوا۟ وَٱسۡجُدُوا۟ وَٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۩﴾*
[الحج ٧٧]
التفسير:
ولَمّا أثْبَتَ سُبْحانَهُ أنَّ المُلْكَ والأمْرَ لَهُ وحْدَهُ، وأنَّهُ قَدْ أحْكَمَ شَرْعَهُ، وحَفِظَ رُسُلَهُ، وأنَّهُ يُمْكِنُ لِمَن يَشاءُ أيَّ دِينٍ شاءَ، وخَتَمَ ذَلِكَ بِما يَصْلُحُ لِلتَّرْغِيبِ والتَّرْهِيبِ، وكانَتِ العادَةُ جارِيَةً بِأنَّ المَلِكَ إذا بَرَزَتْ أوامِرُهُ وانْبَثَّتْ دُعاتُهُ، أقْبَلَ إلَيْهِ مُقْبِلُونَ، خاطَبَ المُقْبِلِينَ إلى دِينِهِ، وهُمُ الخُلَّصُ مِنَ النّاسِ، فَقالَ:
*﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾* أيْ قالُوا: آمَنّا
*﴿ارْكَعُوا﴾* تَصْدِيقًا لِقَوْلِكم
*﴿واسْجُدُوا﴾* أيْ صَلُّوا الصَّلاةَ الَّتِي شَرَعْتُها لِلْآدَمِيِّينَ، فَإنَّها رَأْسُ العِبادَةِ، لِتَكُونَ دَلِيلًا عَلى صِدْقِكم في الإقْرارِ بِالإيمانِ،
*وخَصَّ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ في التَّعْبِيرِ عَنِ الصَّلاةِ بِهِما، لِأنَّهُما - لِمُخالَفَتِهِما الهَيْئاتِ المُعْتادَةَ - هُما الدّالّانِ عَلى الخُضُوعِ، فَحَسُنَ التَّعْبِيرُ بِهِما عَنْها جِدًّا في السُّورَةِ الَّتِي جَمَعَتْ جَمِيعَ الفِرَقِ الَّذِينَ فِيهِمْ مَن يَسْتَقْبِحُ - لِما غَلَبَ عَلَيْهِ مِنَ العُتُوِّ - بَعْضَ الهَيْئاتِ الدّالَّةِ عَلى ذُلٍّ.*
ولَمّا خَصَّ أشْرَفَ العِبادَةِ، عَمَّ بِقَوْلِهِ:
*﴿واعْبُدُوا﴾* أيْ بِأنْواعِ العِبادَةِ
*﴿رَبَّكُمْ﴾* المُحْسِنَ إلَيْكم بِكُلِّ نِعْمَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ ودِينِيَّةٍ.
ولَمّا ذَكَرَ عُمُومَ العِبادَةِ، أتْبَعَها ما قَدْ يَكُونُ أعَمَّ مِنها مِمّا صُورَتُهُ صُورَتُها، وقَدْ يَكُونُ بِلا نِيَّةٍ، فَقالَ:
*﴿وافْعَلُوا الخَيْرَ﴾* أيْ كُلَّهُ مِنَ القُرَبِ كَصِلَةِ الأرْحامِ وعِيادَةِ المَرْضى ونَحْوِ ذَلِكَ، مِن مَعالِي الأخْلاقِ بِنِيَّةٍ وبِغَيْرِ نِيَّةٍ، حَتّى يَكُونَ ذَلِكَ لَكم عادَةً فَيَخِفُّ عَلَيْكم عَمَلُهُ لِلَّهِ، وهو قَرِيبٌ مِن «ابْكُوا فَإنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَباكَوْا» قالَ أبُو حَيّانَ: بَدَأ بِخاصٍّ ثُمَّ بِأعَمَّ.
*﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾* أيْ لِيَكُونَ حالُكم حالَ مَن يَرْجُو الفَلاحَ، وهو الفَوْزُ بِالمَطْلُوبِ؛
قالَ ابْنَ القَطّاعِ: أفْلَحَ الرَّجُلُ: فازَ بِنَعِيمِ الآخِرَةِ، وفَلَحَ أيْضًا لُغَةٌ فِيهِ.
وفي الجَمْعِ بَيْنَ العُبابِ والمُحْكَمِ: الفَلْحُ والفَلاحُ: الفَوْزُ والبَقاءُ وفي التَّنْزِيلِ *﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ﴾* [المؤمنون: ١] أيْ نالُوا البَقاءَ الدّائِمَ، وفي الخَبَرِ: أفْلَحَ الرَّجُلُ: ظَفِر.
*ويُقالُ لِكُلِّ مَن أصابَ خَيْرًا: مُفْلِحٌ.*
(نظم الدرر للبقاعي)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
3 - 0
*قف واعتبر واعمل، فما بالك بشأن هذا الصحابي الذي خَصَّه النبي ﷺ بهذا الحديث:*
عن أبو سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - قال:
كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ:
" ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ ".
ثُمَّ قالَ ﷺ لِي:
*" لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ ".*
ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ ﷺ:
*" (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ ".*
صحيح البخاري
*مقدمة الشرح:*
*كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا رَحيمًا، ومُؤدِّبًا رَفيقًا، ومُربِّيًا حَليمًا، فكان إذا رَأى خَطأً لا يُعنِّفُ، ولا يَزجُرُ، ولا يُنفِّرُ، وإنَّما يُعلِّمُ بالحُسْنى، وإذا رَأى صَوابًا مدَحَه، وأثْنى عليه، وشكَرَ له.*
*الشرح:*
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ أبو سَعيدِ بنُ المُعَلَّى الأنْصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بيْنَما يُصلِّي في مَسجِدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ناداه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أثْناءَ صَلاتِه، فلم يُجِبْه؛ لئلَّا يَقطَعَ صَلاتَه؛ ظنًّا منه أنَّ إجابةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واجِبةٌ لمَن هو خارِجَ الصَّلاةِ، فلمَّا انْتَهى مِن صَلاتِه اعتَذَرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخْبَرَه أنَّه كان في صَلاةٍ، فأخْبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ إجابةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واجِبةٌ على الفَورِ بالنِّسبةِ للمُصلِّي وغَيرِ المُصلِّي؛ لأنَّ اللهَ أمَرَ بإجابَتِه في قَولِه عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، وهذه خُصوصيَّةٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثمَّ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
*«لَأُعلِّمَنَّكَ سُورةً هي أعظَمُ السُّوَرِ في القُرآنِ قبْلَ أنْ تَخرُجَ منَ المَسجِدِ»*، ومَعنى تَعْليمِه إيَّاها: أنَّه يُخبِرُه بأنَّها سُورةُ كذا، وكَونُها أعظَمَ سُورةٍ في القُرآنِ مَعناه: أنَّ ثَوابَها أعظَمُ مِن غيرِها، فلمَّا أرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَخرُجَ منَ المَسجِدِ ذكَّرَه أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه بالوَعدِ الَّذي وعَدَه به، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
*«(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبعُ المَثاني، والقُرْآنُ العَظيمُ الَّذي أُوتيتُه»*، يَعني: أنَّ السُّورةَ الَّتي هي أفضَلُ سُوَرِ القُرْآنِ وأعظَمُها شَأنًا:
هي *سورةُ الفاتِحةِ.*
وهي *السَّبعُ المَثاني والقُرْآنُ العَظيمُ*، أي: هي السُّورةُ العَظيمةُ الَّتي قال اللهُ تعالَى فيها: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، فسمَّاها السَّبعَ المَثَانيَ؛ لأنَّها سَبعُ آياتٍ تُثَنَّى، يَعني: تَتكرَّرُ قِراءتُها في كلِّ رَكعةٍ، وفي كلِّ صَلاةٍ، *وسمَّاها القُرآنَ العَظيمَ؛ لاشتِمالِها* -مع وَجازَتِها وقِلَّةِ ألْفاظِها- *على أهمِّ مَقاصِدِ القُرْآنِ الكَريمِ:*
*مِن إثْباتِ التَّوْحيدِ، والنُّبوَّةِ، والمَعادِ، والعِبادةِ المُتضمِّنةِ لأرْكانِ الإسْلامِ.*
*فوائد:*
وفي الحَديثِ: *عَظيمُ حقِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه، ولُزومُ إجابَتِه في جَميعِ الأحْوالِ حتَّى في الصَّلاةِ.*
وفيه: *حِرصُ أبي سَعيدِ بنِ المُعَلَّى رَضيَ اللهُ عنه على العِلمِ.*
وفيه: *فَضلُ سورةِ الفاتِحةِ*.
(مصدر الشرح: الدرر السنية)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
3 - 0
*إلى كل مذنب غافل ساهٍ لاهٍ؛ يا هذا!! أين أنت وماذا تفعل ولماذا تفعل و إلى متى تفعل ما تفعل وما هو ديدنك؟!*
*قِف وجدد التوبة إلى ربك و اخلع عنك استِزلال الشيطان و جثومه على القلب ثم اعتبر من هذا الحديث:*
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ:
*" إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه :*
*« كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ » ".*
حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.
*مقدمة الشرح:*
كثرةُ الذُّنوبِ تُقسِّي القلبَ، والمعاصي لا تَزالُ تدَعُ في القَلبِ نُكَتًا سَوداءَ حتَّى يتَحوَّلَ القلبُ مِن كَثرةِ الذُّنوبِ والمعاصي إلى السَّوادِ الخالِصِ، ويَعلوه الرَّانُ.
*الشرح:*
كما يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك في هذا الحديثِ بقوله:
*"إنَّ العبدَ إذا أخطَأ خطيئةً نُكِتَت في قلبِه نُكتةٌ سوداءُ"،* أي: إنَّ العَبْدَ إذا أذنَب ذَنبًا أو أصاب خَطيئةً أو ارتكَب مَعصيةً؛ فإنَّ ذلك الذَّنبَ يَترُكُ في قَلبِه نُقطةً سوداءَ مِن أثَرِ المعصيةِ.
*"فإذا هو نزَعَ واستَغفَر وتاب سُقِل قلبُه"،* أي: فإذا أقلَع العبدُ عن المعصيةِ وترَك الذَّنبَ واستغفَر ربَّه عمَّا بدَر منه؛ فإنَّ اللهَ يجلي قَلبَه ويُنظِّفُه ويُطهِّرُه مِن تلك النُّقطةِ السَّوداءِ الَّتي لَحِقَت بقلبِه بسببِ المعصيةِ.
*"وإن عاد زِيدَ فيها حتَّى تَعلُوَ قلبَه"،* أي: وإن ارتكَب العبدُ ذنبًا آخَرَ نُقِطَت نقطةٌ أخرى سوداءُ في قلبِه، ولا يَزالُ العبدُ يَعصي اللهَ ويَرتَكِبُ الذُّنوبَ حتَّى يَصيرَ قلبُه كلُّه أسودَ مِن أثَرِ كثرةِ الذُّنوبِ والمعاصي.
*"وهو الرَّانُ الَّذي ذكَر اللهُ"،* أي: وهو الصَّدَأُ والغِشاوةُ الَّتي تَعْلو القلبَ، والَّتي ذكَرها اللهُ في قولِه تعالى:
*{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}* [المطففين: 14]، أي: تَراكَمَت على قُلوبِهم الغِشاوةُ والصَّدأُ مِن كثرةِ ذنوبِهم ومَعاصيهم.
*فوائد من الحديث:*
وفي الحديثِ: *أثرُ الذُّنوبِ والمعاصِي على القلوبِ، وأنَّ كثرةَ الذُّنوبِ والمعاصي تُحوِّلُ القلبَ إلى السَّوادِ الخالِصِ.*
وفيه: *أنَّ التَّوبةَ تُطهِّرُ القلبَ وتَجْلوه مِن أثرِ الذُّنوبِ والمعاصي.*
(مصدر الشرح: الدرر السنية)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
3 - 0
*ضمان وأمان و وعد و وعيد في حديث واحد*:
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ:
" *مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ* ".
صحيح مسلم
*الشرح* :
*مِن أكمَلِ عَلاماتِ الإيمانِ المحافَظةُ على الفرائضِ، وقدْ جعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَن يُحافِظُ على هذِه الصَّلواتِ فضْلًا عَظيمًا.*
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ:
أنَّ مَن صلَّى صَلاةَ الفَجرِ في جَماعةٍ -كما في رِوايةِ أبي نُعَيمٍ في المُستخرَجِ-، *«فهو في ذِمَّةِ اللهِ»*، أي: في أمانِه وضَمانتِه؛ *وخَصَّ صَلاةَ الفَجرِ* مِن بيْنِ سائرِ الصَّلَواتِ؛ *لأنَّ فيها مَشَقَّةً، ولا يُواظِبُ عليها إلَّا خالِصُ الإيمانِ*؛ فلذلك استَحقَّ الأمانَ وأنْ يكونَ في ذِمَّةِ اللهِ تعالَى وضَمانتِه وعَهْدِه.
ثُمَّ قال النَّبيُّ ﷺ:
*«فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِن ذمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدرِكَهُ، فيَكُبَّه في نارِ جَهنَّمَ»*، والنَّهيُ هنا وقَعَ على ما يُوجِبُ المُطالبةَ في نَقضِ العَهدِ وإخْفارِ ذِمَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، *وكَلامُ النَّبيِّ ﷺ هنا يَحتمِلُ مَعنيَينِ؛*
*الأولُ*: أنَّ مَن صلَّى الفَجْرَ فقدْ أخَذَ مِنَ اللهِ أمانًا؛ فلا يَنبغِي لأحدٍ أنْ يُؤذيَهُ أو يَظلِمَه، فمَن ظلَمه أو آذاهُ فإنَّ اللهَ يُطالِبُه بذمَّتِهِ،
*الثَّاني*: لا تَترُكوا صَلاةَ الصُّبحِ، فيُنتَقَضَ بذلكَ العَهدُ الَّذي بيْنكُم وبيْنَ ربِّكُم فيَطْلُبَكم بهِ؛ فمَن فعَلَ ذلكَ يُدرِكُه اللهُ، ويَكبُّه في نارِ جهنَّمَ.
*فوائد من الحديث*:
وفي الحَديثِ: *الحثُّ على أداءِ الفجرِ.*
وفيه: *بيانُ عَظيمِ فضْلِ اللهِ تعالى، وواسعِ رَحمتِه على هذه الأُمَّةِ، حيث جَعَل على صَلاةِ الفجرِ الفضلَ العظيمَ.*
وفيه: *بيانُ انتقامِ اللهِ تعالَى ممَّن يَتعرَّضُ لعِبادِه الصَّالحين.*
وفيه: *بيانُ أنَّ اللهَ تعالَى لنْ يُعجِزَه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، ولنْ يَفوتَه أحدٌ أراد الانتقامَ منه.*
(مصدر الشرح: الدرر السنية)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
3 - 0
*عقيدة في حديث:*
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
*" لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ "*,
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : كَانُوا يَعْقِرُونَ عِنْدَ الْقَبْرِ بَقَرَةً أَوْ شَاةً.
صحيح أبي داود
الشرح:
*الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ رُكنٌ من أركانِ الإيمانِ، وقد كان المُشرِكونَ قَبلَ الإسلامِ يَعتَقِدونَ في هذا البابِ اعتِقاداتٍ باطِلَةً، فلمَّا بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هدَمَ كُلَّ هذه المُعتَقداتِ الباطِلَةِ وبيَّنَ السَّبيلَ القَويمَ الذي يَنبَغي أنْ يُؤمِنَ به العِبادُ.*
(لا عقر في الإسلام):
قال الخطابي: كان أهل الجاهلية يعقرون الإبل على قبر الرجل الجواد، يقولون: نجازيه على فعله لأنه كان يعقرها في حياته؛ فيطعمها الأضياف فنعقرها عند قبره فتأكلها السباع والطير فتكون مطعما بعد مماته كما كانت مطعما في حياته، ومنهم من كان يذهب في ذلك إلى أنه إذا عقرت راحلته حشر يوم القيامة راكبا، ومن لم يعقر عنه حشر راجلا، وكان هذا على مذهب من يرى منهم البعث بعد الموت. انتهى.
وقال في النهاية: كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، أي: ينحرونها.
ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته، وأصل العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. انتهى.
3 - 0
*فائدة*:
اعلم - هدانا الله و إياك - أن الإيمان بالله تعالى وعمل الصالحات، يُورثان الهداية والتوفيق الدنيا، والفوز والفلاح في الأخرى.
واعلم - وفقنا الله واياك - أن من أعظم مراتب الإيمانِ الإيمانُ بالغيب؛ لأنه يتضمن التسليم لله تعالى في كل ما تفرد بعلمه في الغيب، والتصديق لرسوله ﷺ بما أخبر عنه سبحانه وتعالى.
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
3 - 0
*فائدة:*
*كثيرا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة؛ لأن الصلاة إخلاص للمعبود، والزكاة إحسان للعبيد، وهما عنوان السعادة والنجاة.*
*فهلموا عباد الله فإن الباب مفتوح، والعمر محدود، والأجل مكتوب، والشيطان يقظ، والإنسان في غفلة.*
*نسأل الله السلامة والعافية والسداد والثبات والصلاح والإصلاح والعفو والعافية.*
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
4 - 1
*وقفة تأمل واعتبار:*
*قال الله تعالى:*
﴿ *مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ* ﴾
[النحل ٩٧]
التفسير:
*﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾*
فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها، بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان، والإيمان مقتض لها،
فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات،
فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح *﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾* وذلك بطمأنينة قلبه، وسكون نفسه، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه، ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب.
*﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ﴾* في الآخرة *﴿أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾* من أصناف اللذات مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
*فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.*
(تفسير السعدي)
*وهذا التفسير للتوسع قليلا:*
ولَمّا وعَدَ؛ بَعْدَ أنْ تَوَعَّدَ؛ أتْبَعَهُ ما يُبَيِّنُ أنَّ ذَلِكَ لا يَخُصُّ شَرِيفًا ولا وضِيعًا؛ وإنَّما هو دائِرٌ مَعَ الوَصْفِ الَّذِي رَمَزَ إلَيْهِ فِيما مَضى؛ بِالعَدْلِ تارَةً؛ وبِالعَهْدِ أُخْرى؛ وهو الإيمانُ؛
فَقالَ (تَعالى) - جَوابًا لِمَن كَأنَّهُ قالَ: هَذا خاصٌّ بِأحَدٍ دُونَ أحَدٍ؛ مُرَغِّبًا في عُمُومِ شَرائِعِ الإسْلامِ -:
*﴿مَن عَمِلَ صالِحًا﴾؛* ولَمّا كانَتْ عامَّةً؛ وكانَتْ رُبَّما خَصَّتِ الذُّكُورَ؛ بَيَّنَ المُرادَ مِن عُمُومِها؛ بِقَوْلِهِ (تَعالى):
*﴿مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى﴾؛* فَعَمَّمَ؛ ثُمَّ قَيَّدَ؛ مُشِيرًا بِالإفْرادِ إلى قِلَّةِ الرّاسِخِينَ؛ بِقَوْلِهِ (تَعالى):
*﴿وهُوَ مُؤْمِنٌ﴾* ولَمّا كانَ الإنْسانُ كُلَّما عَلا في دَرَجِ الإيمانِ؛ كانَ جَدِيرًا بِالبَلاءِ؛ والِامْتِحانِ؛ بَيَّنَ (تَعالى) أنَّ ذَلِكَ لا يُنافِي سَعادَتَهُ؛ ولِذَلِكَ أكَّدَ قَوْلَهُ: *﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ﴾؛* دَفْعًا لِما يَتَوَهَّمُهُ المُسْتَدْرِجُونَ بِما يُعَجِّلُ لَهم طَيِّباتِهِمْ في الحَياةِ الدُّنْيا؛
*﴿حَياةً طَيِّبَةً﴾؛* أيْ: في الدُّنْيا؛ بِما نُؤْتِيهِ مِن ثَباتِ القَدَمِ؛ وطَهارَةِ الشِّيَمِ؛
*﴿ولَنَجْزِيَنَّهُمْ﴾؛* كُلَّهُمْ؛ *﴿أجْرَهُمْ﴾؛* في الدُّنْيا؛ والآخِرَةِ؛ *﴿بِأحْسَنِ ما كانُوا﴾؛* أيْ: كَوْنًا جِبِلِّيًّا؛ *﴿يَعْمَلُونَ﴾؛* قالَ العُلَماءُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم -:
*المُطِيعُ في عِيشَةٍ هَنِيئَةٍ؛ إنْ كانَ مُوسِرًا فَلا كَلامَ فِيهِ؛ وإنْ كانَ مُعْسِرًا فَبِالقَناعَةِ؛ والرِّضا؛ بِحُكْمِ النَّفْسِ المُطْمَئِنَّةِ؛*
*والفاجِرُ بِالعَكْسِ؛ إنْ كانَ مُعْسِرًا فَواضِحٌ؛ وإنْ كانَ مُوسِرًا فَحِرْصُهُ لا يَدَعُهُ يَتَهَنَّأُ؛ فَهو لا يَزالُ في عِيشَةٍ ضَنْكٍ.*
(نظم الدرر للبقاعي)
*« #لعلنا_ننتفع_بها »*
4 - 0
قناة لتعليم المسلمين الذين لم يكن لهم حظاً من التعليم قراءة وكتابة القرآن الكريم.