Channel Avatar

حقائق الكتاب و العترة @UCc6XPRJkHSUgnL2fBRQABiw@youtube.com

5.6K subscribers - no pronouns :c

قناة مخصصة لنشر الثقافة الزهرائية و بيان الحقائق


Welcoem to posts!!

in the future - u will be able to do some more stuff here,,,!! like pat catgirl- i mean um yeah... for now u can only see others's posts :c

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 day ago

🛑 إمامنا الرضا يعلمنا قاعدة قرآنية للتعامل مع الآيات التي ظاهرها الانتقاص من نبينا الأعظم

حين نقرأ القرآن نجد فيه مجموعة من الآيات تخاطب نبينا الأعظم وكأنه في مقام التقصير أو في مقام الخطأ والاشتباه، كقوله تعالى في سورة الزمر: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}! آية خطيرة جدا..فهي تخاطب رسول الله بتحذير وتهديد شديد اللهجة فتقول: {لئن أشركت ليحبطن عملك} فهل رسول الله يتوقع منه أن يكون مشركا حتى يخاطب بهذا الخطاب؟ وكذلك قوله تعالى في سورة الإسراء: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا* ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا* إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}
فهذه الآيات من سورة الإسراء بحسب بنائها اللفظي تتحدث عن ضعف في موقف رسول الله! وغيرها من الآيات التي تخاطب رسول الله بهذا اللحن وبهذا الأسلوب، فكيف نفهم مثل هذه الآيات التي تنتقص من نبينا الأعظم؟! الجواب: نبينا الأعظم هو أجل وأعظم من أن يخاطب بهذا الخطاب قطعا.. ولكن هذا الخطاب فيه جهتان:
✦ الجهة الأولى: أن القرآن نزل بلسان (إياك أعني واسمعي يا جارة) وهي قاعدة قرآنية من قواعد أهل البيت في تفسير القرآن..وقد بينها أهل البيت في أحاديثهم الشريفة كقول إمامنا الرضا حين سئل عن هذه الآية: {عفا اللٰه عنك لم أذنت لهم} قال: (هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة..خاطب الله تعالى بذلك نبيه وأراد به أمته، وكذلك قوله عز وجل: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} وقوله تعالى: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا})
[البحار: ج17]
هذه القاعدة القرآنية التي بينها إمامنا الرضا تطبق على كل القرآن من أوله إلى آخره، ولكن هناك آيات في القرآن لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن تفسر من دون هذه القاعدة.. فلو وقفنا عند حدود ألفاظ تلك الآيات سيكون فهمنا للقرآن خاطئا وستواجهنا الكثير من الإشكالات! هذه العبارة: (إياك أعني واسمعي يا جارة) هي مثل من الأمثال العربية كان شائعا قبل الإسلام في الثقافة العربية وله ما يماثله أيضا في اللغات المختلفة وفي الآداب العالمية المتنوعة، إمامنا الرضا جاء بهذا المثل لتقريب الفكرة..ومراده من هذا المثل: أن القرآن لفظا فقط يخاطب رسول الله..
أما مضمونا فهو يخاطب الأمة، فالخطابات القرآنية مثلا التي تعلمنا أحكاما من أوليات الدين أو تحمل توجيهات أخلاقية..هذه الخطابات مضمونها هو لنا نحن وليس لرسول الله..فرسول الله ليس جاهلا بهذه التفاصيل، وليس بحاجة لهذه التوجيهات الأخلاقية، هذه الخطابات وأمثالها في بنائها اللفظي وجهت لرسول الله.. أما مضمونا فوجهت لي ولكم، وجهت للأمة، والسبب: كي تشعر الأمة بأهمية هذا الخطاب إلى الحد الذي أن رسول الله هو الذي خوطب به.. ولكنه في الحقيقة في مضمونه وفحواه للأمة.. أما رسول الله فهو أسمى من هذه المعاني • قد يقول قائل: إذا ما المراد من قول أهل البيت: (إنما يعرف القرآن من خوطب به)؟
الجواب واضح؛ أي لا يعرف أسرار القرآن ولا يعرف حقائق هذا القرآن إلا من خوطب به وهم أهل البيت "صلوات الله عليهم" فالقرآن في وجه من وجوهه هو شفرة ملغزة لا نعرف شيئا منها..لا يفهمه إلا من خوطب به؛ أي لا يفهمه إلا من خوطب به في تلك الجهة (في جهة الحقيقة والأسرار) ونحن هنا لا نتحدث عن جهة الأسرار وإنما نتحدث عن الوجه الظاهري للآيات..نتحدث عن البناء اللفظي لا عن حقيقة القرآن التي تختفي وراء البناء اللفظي، فحقيقة القرآن وأسراره ذلك شيء آخر.. وقد أشار القرآن لهذه القضية في جملة من آياته، منها على سبيل المثال: قوله تعالى في الآيات الأولى من سورة الزخرف: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} لاحظوا تعبير الآية حين قالت: {جعلناه قرآنا عربيا} فهناك عملية جعل، عملية صناعة.. يعني جعلناه بناء لغويا لفظيا عربيا يتناسب مع هذا العالم الترابي..أما حقيقته فهي شيء آخر، {جعلناه قرآنا عربيا} أي جعلناه في هذا اللباس اللفظي لهذا الغرض: {لعلكم تعقلون} أي لعلكم تعقلون وتبحثون عن الطريق الموصل لمعرفته وهو إمام زمانكم، علما أن كلمة (لعلكم) تعطي معنى التوقع والترجي.. يعني ليس بالضرورة أننا سنعقل هذا القرآن حتى وإن كان في لباسه اللفظي.. وإنما يرجى لنا أن نعقله كما يقول سيد الأوصياء وهو يحدثنا عن القرآن في صورته اللفظية، يقول: (وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان، ولابد له من ترجمان..)
يعني أن هذا القرآن حتى في بنائه اللفظي يحتاج إلى ترجمان.. فكيف بحقيقته العظمى التي أشير لها في نفس القرآن حين يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}! فنحن لا نستطيع أن نفكك مضامين القرآن ونفهمها بشكل صحيح إلا بالرجوع لحديث العترة، فالحكمة من هذه الأساليب القرآنية هي الوصول إلى هذه النتيجة؛ "أن نعود إلى محمد وآل محمد"، وإلا فإن التعبير بهذه الأساليب الذي يؤدي إلى تضييع الحقائق إذا اعتمدنا على أنفسنا قد يسبب مشكلة لنا.. لكن القرآن يتحدث بطريقة وأسلوب يريد من خلاله أن يوصلنا لهذه النتيجة؛ أننا لن ندرك الحقيقة الكاملة إلا بالرجوع لأهل البيت فحين نقول أن القرآن نزل بهذا اللسان: (إياك أعني واسمعي يا جارة) فالمراد هو القرآن الذي نزل تنزيلا وألبس لباسا لغويا عربيا.. هذا هو الذي نزل بلسان"إياك أعني واسمعي يا جارة"..
وأما قوله تعالى: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} فهذا هو الذي تتحدث عنه كلمات العترة وتقول أن القرآن لا يفهمه إلا من خوطب به فهذه القاعدة القرآنية؛ أن القرآن نزل بلسان (إياك أعني واسمعي يا جارة) تطبق على الآيات التي يظهر من خلال بنائها اللفظي وجود ضعف أو تقصير أو نقص في أحوال نبينا الأعظم، تطبق بشكل مباشر حتى من دون الرجوع لأحاديث العترة..
وحتى إذا رجعنا لأحاديث العترة سنجد في كلماتهم الشريفة ما هو صريح في أن هذه الآية نزلت بهذا اللسان: (إياك أعني واسمعي يا جارة) يعني أن الخطاب فيها لفظا فقط للنبي وأما المضمون فهو موجه للأمة
✦ أما الجهة الثانية لوجود مثل هذه الخطابات القرآنية التي فيها انتقاص لمقام نبينا الأعظم هي: أن هذه الخطابات هي لون من ألوان الجود بالنفس.. يعني أن المعصوم هنا يجود بنفسه؛ فيتحمل شدة اللهجة في هذه الخطابات -التي هي للأمة أساسا - ولكن المعصوم يتحمل شدة اللهجة في الخطاب لحكمة سامية وغاية إلهية، تماما كما يقول سيد الشهداء: (شاء الله أن يراني قتيلا)

✸ سنقف قليلا عند الآية(73) و(74) من سورة الإسراء كمثال وأنموذج..لنرى كيف نفهم معنى هذه الآيات وفقا لمنطق أهل البيت، يقول إمامنا الكاظم في معنى هذه الآيات: (كان القوم -أي الصحابة - قد أرادوا النبي "صلى الله عليه وآله" ليريبوا رأيه في علي "صلوات الله عليه"، وليمسك عنه بعض الإمساك -أي يتوقف عن الحديث عن علي - حتى أن بعض نسائه ألححن عليه في ذلك، فكاد يركن إليهم بعض الركون، فأنزل الله عز وجل: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك في علي لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا* ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا} قال ابن عباس: رسول الله معصوم، ولكن هذا تخويف لأمته لئلا يركن أحد من المؤمنين إلى أحد من المشركين)
[تأويل الآيات]
فالصحابة وكذلك بعض أزواج النبي كانوا جميعا في حالة إلحاح وضغط على النبي كي يتوقف عن حشد كلامه باتجاه أمير المؤمنين..
كانوا يضغطون على النبي كي يتوقف عن الحديث عن علي "صلوات الله عليه" فهذا الخطاب في هذه الآيات في ظاهره هو لرسول الله..أما في مضمونه فهو يتحدث عن حالة أي شخص من الأمة لو أنه كان في هذا الموقف فإنه سيتأثر بهذا الضغط الشديد من مجتمعه المحيط.. فأي شخص في هذا المقام (أعني مقام الحديث عن فضائل علي وآل علي) ويتم الضغط عليه من الجميع (من أسرته ومن مجتمعه المحيط) بأن يكف عن الحديث عن علي وآل علي..فإنه سيضعف، فهذه الآية هي في حقيقتها تحذير لنا نحن، إنها تحذير للأمة.. وأما رسول الله فليس بحاجة إلى تحذير ولا إلى نصيحة وليس بحاجة إلى بيان حكم فالحديث هنا في آيات سورة الإسراء هو عن شخص يواجه ضغوطا داخل أسرته وداخل مجتمعه..يضغطون عليه بأن يتوقف عن نشر الحقائق ونشر فضائل أهل البيت وأن يكف الحديث عن مقاماتهم الغيبية ومنازلهم العلية.. فهذا الضغط عليه سيسبب ضعفا في موقفه.. وهذه القضية نحن نلمسها في حياتنا وفي الواقع الاجتماعي والسياسي وفي والواقع الثقافي والواقع الديني أيضا، فالإنسان ينصاع بشكل وبآخر إلى الضغوط النفسية والإعلامية وإلى الضغوط الاجتماعية التي تحيط به وتضغط عليه بأن يكف الحديث عن علي "صلوات الله عليه"..
وإذا استجاب لهذه الضغوط اتخذوه خليلا وصديقا لهم! كما جاء عن أهل البيت في تفسير القمي، في قوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره}
قال: (يعني -أوحينا إليك في - أمير المؤمنين، وقوله: {وإذا لاتخذوك خليلا} أي -اتخذوك - صديقا لو أقمت غيره) وهذه الصورة تتكرر على طول التأريخ إلى يومك هذا..حتى في واقعنا الشيعي الديني! ونفس هذا المضمون نجده في الآية67 بعد البسملة من سورة المائدة وهي قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..} فنبينا أعلى شأنا من أن يخاطب بهذا الخطاب {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} هذا الخطاب لفظا فقط لرسول الله، وأما المضمون فهو إلينا، هذه الآية هي آية بيعة الغدير.. فهي ترتبط بعهد الإمامة والولاية.. وهي تأمرنا بأن نؤدي واجب عهد الولاية والإمامة الذي في أعناقنا ولا نخشى من أحد.. وأول واجب في أداء حق هذه الولاية هو: الوفاء لها، بأن ننصر من ينصر عليا وآل علي كما يقول إمامنا السجاد: (لو أن عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته) وكما يقول سيد الكائنات في دعائه يوم الغدير: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) يعني انصر اللهم من نصر عليا ولم يخش من أحد في نشر الحقائق ونشر معارف علي وآل علي..واخذل اللهم من خذل عليا "صلوات الله عليه" فهذا الخطاب في سورة المائدة في حقيقته هو لنا نحن..أما رسول الله فهو أرفع شأنا من أن يخاطب بهذا الخطاب، وإذا وجه الخطاب لفظا لرسول الله بهذه اللهجة فلأجل أن نلتفت لأهمية هذا الخطاب ونتفكر في أحوالنا؛ أنه ما قيمتنا نحن وما قيمة أعمالنا وأين نحن من ولايتنا لعلي ومن تبليغ هذه الولاية إذا كان سيد الكائنات وأشرف الخلائق يخاطب بهذا الخطاب الشديد اللهجة!

#الثقافة_الزهرائية

75 - 8

حقائق الكتاب و العترة
Posted 2 days ago

وقفة عند (الكثرةِ والقِلّة) في ميزانِ الكتابِ والعترة
:
كلمةٌ كثيراً ما تُردَّدُ على ألسنةِ الكثيرين:
(أيُعقلُ أنّ الجميعَ على باطل وفلانٌ بمُفردِهِ على حق؟!)

منشأ الخطأ في هذا القولِ هو أنّ مِيزانَ التقييم هذا خاطئ،
ميزانٌ مُخالفٌ لمنطقِ الكتابِ والعترة، كما يُبيّن ذلك إمامُنا الكاظم في وصيّتِهِ الّتي تحدّث فيها عن العقلِ والعقلاء،
إذ يقول فيها:
(ثُمّ ذمَّ-اللهُ- الّذين لا يعقلون فقال: {وإِذا قيل لهم اتّبعُوا ما أنزل اللهُ قالُوا بل نتّبِعُ ما ألفينا عليه آباءَنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون}

الإمام بيّن هنا أنّ العقلَ مع القِلّةِ وليس مع الكثرة..وجاء الإمامُ بشواهدَ مِن القرآن تُبيّن أنّ الأكثريّةَ لا يعقلون!
فهذه الآية الّتي ذكرها الإمام تتحدّثُ عن التقليدِ المذموم؛ حين يُعرِضُ الناسُ عن الإمام المعصوم الّذي هو حُجّةُ اللهِ ويُعرضون عن حديثِهِ..ويتّبعون الموروثَ الّذي عليه أسلافُهم والّذي يُخالفُ قولَ المعصوم!

فالمُراد مِن(آباءنا) في قولِهِ تعالى: {بل نتّبِعُ ما ألفينا عليه آباءنا} هم الزُعماء ورجالُ الدين الّذين عاشوا قبلهم وكانوا على ضلال

لأنّ الآباءَ الحقيقيّين في ثقافةِ العترةِ هم أئمّةُ الهُدى كما يقولُ رسولُ الله: (يا عليُّ أنا وأنت أبوا هذه الأُمّة)

وما يُقابل أئمّةَ الهُدى هم أئمّةُ الضلال،
فهؤلاء يقولون: {بل نتّبِعُ ما ألفينا عليه آباءَنا} يعني نبقى على ما قالهُ زُعماؤنا الّذين سبقونا وإن كان منطِقُهم خاطئٌ ومُخالفٌ لمنطق النبيّ والإمام المعصوم!
والقرآن هنا يذمُّهم على منطِقِهم هذا لأنّه منطِقُ جهل..فالشخصُ الّذي يتّبعُ أناساً وصَفَهم القرآن بأنّهم لا يعقلون ولا يهتدون حتّى لو كانوا"كثرة" فهو ليس بعاقل

• أيضاً ماذا يقول إمامُنا الكاظم في وصيّتِهِ بشأن الكثْرة؟ هل هي ممدوحة؟
بعبارة أخرى:
هل إذا رأينا كثرةً مِن الناس(أكانوا عُلماء، خُطباء، مُفكّرين..إلخ) إذا رأيناهم مُجتمعين على أمرٍ أو رأيٍ مُعيّن -مع أنّه مُخالفٌ لمنطقِ الكتاب والعترة- فهل هذا يعني أنّهم على صواب لأنّهم(كثرة) ويستحيل أن يكونَ الكثرةُ على خطأ؟

هل هذا الميزان لتشخيصِ الحقائق مِيزانٌ صحيح؟
ماذا يقولُ أهلِ البيت في ذلك؟

يقول إمامُنا الكاظم في وصيّتِهِ لهشام:
(ثُمّ ذَمّ -اللهُ-الكثْرةَ فقال: وإِن تُطِع أكثرَ مَن في الأرضِ يُضِلّوك عن سبيلِ الله)

فهذا شاهدٌ قرآنيٌّ آخر يُصرّح بأنّ العقلَ والصوابَ والنجاةَ مع القِلّةِ وليس مع الكثرة،
فالآيةُ تقول:
{وإِن تُطِع أكثرَ مَن في الأرضِ يُضِلُّوكَ عن سبيلِ الله}
لماذا يُضلّوك؟
لأنّهم على ضلال..فبرغم أنّهم كثرةَ ولكنّهم على ضلال

وأمّا المُراد مِن عنوان"سبيل الله" في ثقافةِ العترة: فهو أميرُ المؤمنين"عليه السلام"
يعني الإمام المعصوم

فهؤلاء الكثرةَ مِن الناس -برغم أنّهم كثرة- إلّا أنهم يُضلّوك عن سبيل اللهِ إذا اتّبعتَهُم وقلّدتَهم فقط لكونهم أكثريّةً وليس لأنّهم على حق

وأمّا سبيلُ اللهِ في زمانِنا هذا: فهو إمامُ زمانِنا، كما نقرأ في دعاء الندبةِ: (أين السبيلُ بعدَ السبِيل)
فالأكثريّة يُضلّون الناس ويُبعدونهم عن إمامِ زمانِهم!

• أيضاً يُكمِلُ إمامُنا الكاظم ذِكرَ الشواهدِ القرآنيّةِ على ذَمِّ الكثرةِ فيقول: (وقال اللهُ: {ولكنّ أكثرهُم لا يعلمون})
وسيّدُ الأوصياء يُؤكّد هذه الحقيقةَ في نهجِ البلاغةِ فيقول:
(فإنّ أكثرَ الحقِّ فيما تُنكرون)
ويقول أيضاً:
(لا تستوحشوا في طريقِ الهُدى لِقلّةِ مَن يسلُكُه)

ولنتذكّر هنا ونحنُ نتحدّثُ في عنوان"الكثرة" أنّ إمامَنا الصادق في"روايةِ التقليد" المعروفة قال أنّ أكثر مراجع التقليد في زمنِ الغَيبةِ الكُبرى هم فقهاء ضلال؛ يُضلّون الشيعةَ ويقطعون الطريقَ بين الشيعةِ وبين إمامِ زمانِهم،
الإمام وصفَهم في الرواية بأنّهم أضرُّ على ضُعفاء الشيعةِ مِن جيش يزيد على الحسين بن عليٍّ وأصحابه!

• أيضاً..لنتذكّر كلمةَ إمامِنا الجواد حين سُئل عن سببِ تسميةِ إمامِ زمانِنا بالقائم..فقال:
(لأنّه يقومُ بعدَ موتِ ذِكرِهِ وارتدادِ أكثرِ القائلين بإمامتِهِ)

الشواهدُ في القرآن وأحاديثِ العترةِ على أنّ أكثريّةَ الناسِ على ضلال كثيرةٌ جدّاً،
هذه مجرّدُ أمثلة

فالّذين يُشخّصون صِحّةَ أمرٍ مِن الأُمور على أساسِ كثرةِ الّذين يعتقدون به..فهذا الميزانُ خاطئ، لأنّ الكثرةَ مذمومةٌ في منطقِ الكتابِ والعترة

أمّا بخُصوص القِلّةِ فهي على العكس تماماً..إنّها ممدوحةٌ في منطقِ الكتابِ والعِترة،
إذ يقولُ إمامُنا الكاظم في وصيّتِهِ لهشام:
(ثُمّ مدح -اللهُ-القِلّةَ فقال: {وقليلٌ مِن عبادي الشكور}..وقال: {وما آمن معه إلّا قليل})!

ركّزوا في هذه الآية: {وما آمن معه إلّا قليل}
هذا حالُ حُجَجِ اللهِ تعالى وأوليائهِ على طُولِ الخط..أنصارُهم قِلّة،
وإمامُ زمانِنا أيضاً كآبائِهِ الطاهرين فأنصارهُ المُخلصون قِلّةٌ أيضاً..فلنتأمّل!

74 - 4

حقائق الكتاب و العترة
Posted 3 days ago

🛑 هل صحيح أن أكثر الشيعة عند ظهور إمام زماننا يكفرون بالإمام ويتمنون أنهم لم يروا الإمام؟!

❂ يقول إمامنا الباقر "صلوات الله عليه" (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه، مما يقتل من الناس..أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم) [غيبة النعماني]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات] هذه الرواية إذا دققنا النظر فيها فهي ناظرة إلى المجتمع الشيعي، لأن الشيعة هم الذين يقولون متى يأتي الإمام ومتى يخرج؟ أما غير الشيعة فلا يحبون مجيئ الإمام، هذه الرواية تحدثنا عن ارتداد كثير من الشيعة عن إمام زماننا حين يظهر كما يقول إمامنا الباقر: (لأحب أكثرهم ألا يروه، مما يقتل من الناس!) يعني يتمنون أنهم لم يروا الإمام..وهذه ردة وكفر صريح! وإنما يتمنون ذلك لأن الإمام سيقتل الكثير من الناس (من الشيعة، ومن الهاشميين المنحرفين عنه، ومن قريش أيضا) سيقتل زعماء الشيعة الذين كانوا سببا في إضلال الناس وكذلك زعماء أبناء العامة المعاندين، سيقتل الإمام أناسا هم في تصور الكثير من الناس مقدسون..فحينما يقتلهم حينئذ ستحدث الردة في قلوب من يعتقد بقدسية هؤلاء..
فيتمنون أنهم لم يروا الإمام! ولذا أئمتنا وضعوا لنا مقياسا في تقييم الناس، فقالوا: (لا يعرف الحق بالرجال..اعرف الحق تعرف أهله) يعني لا تقل أن الحق هو ما قاله أو ما فعله المرجع الفلاني الكبير..فأنت بهذا المنطق عرفت الحق من خلال الرجال..

يعني جعلت رجل الدين (الغير معصوم) هو الميزان لمعرفة الحق، وهذا مخالف لمنطق العترة، لأننا إذا عرفنا الحق بالرجال سنقدس من لا يستحق التقديس..وسنقبل كل ما يصدر عنه من كلام حتى لو كان خاطئا، والسبب: لأنه صدر من هذا الشخص الذي نقدسه..وهذا هو الضلال بعينه والذي سيقودنا إلى الردة حينما يظهر إمامنا ويقتل الشخصيات التي كنا نقدسها ونراها على صواب!
✦ قوله: (أما إنه لا يبدأ إلا بقريش) الإمام خص قريشا بالذكر لأن قريش هم سادة العرب، ولأن الهاشميين -الذين هم أقرب الناس رحما لإمامنا- هم من قريش، والروايات تقول أن أول أمر يصنعه إمامنا عند ظهوره هو أن يقيم الحدود في الهاشميين وفي شيعته! وتلك إشارة إلى أن الإمام لا يهادن ولا يجامل في مواقفه..ولذا سيبدأ بالعرب ويبدأ بقريش، والروايات كثيرة التي وردت في ذم العرب في زمن الظهور..فلهم مواقف مشينة مع الإمام، وليس ذلك بغريب..فلقد فعلت قريش مع النبي ومع أهل بيته ما فعلت! وأحاديث العترة تحدثت بهذا المضمون: أنه لا يزال هذا الدين يؤيد بالأباعد فالأباعد.. ولذا كان أكثر شيعة الأئمة في زمن الحضور من الأعاجم، صحيح أن هناك من العرب في شيعة الأئمة..

ولكن الأكثرية من خواصهم كانوا من الفرس، وحتى إذا ظهر إمام زماننا فإن أكثر أصحابه من الأعاجم.. هكذا ورد في الروايات بأن وزراء الإمام وقضاته وولاته وعماله أبناء العجم ✦ وأما قوله: (فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف) يعني أن الإمام لا يأخذ فدية منهم ولا يعفو عن أحد منهم، لأن العفو هنا لا فائدة فيه.. فهذا الإنسان الذي نمت جذوره على الجريمة والخطيئة لا دواء له إلا السيف، لأن إمام زماننا عمله قائم على أساس قلع الشر والضلالة من جذرها.. فإذا كان عمل الإمام قائما على هذا الأساس فلابد له أن يقتل ويقتل ولا يستتيب أحدا مع ملاحظة أن قول الرواية: (لا يستتيب أحدا) يتحدث عن الشيعة بالدرجة الأولى..
وإلا فالإمام قد يستتيب من النصارى ومن اليهود ومن المذاهب الأخرى ممن رانت على قلوبهم الشبهات ولم تقم عليهم الحجج.. أما الذين تأكدت عليهم الحجج والبراهين(من الشيعة أو غيرهم) وأصروا على العناد..فلا حاجة لأن تعرض عليهم التوبة، التوبة إنما تعرض على الذين لم تقم عليهم الحجج..ولذا فإن الإمام يؤكد عليهم الحجة ويدعوهم للتوبة..فإن تابوا عن ضلالهم فلهم العاقبة الحسنة..وإن لم يقبلوا الحجج التي يقيمها الإمام عليهم فإنهم يقودون أنفسهم إلى الوبال والجحيم! المسألة خطيرة..
ولذا يقول إمامنا الصادق: (إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية، فإن الله بعث محمدا "صلى الله عليه وآله" رحمة ويبعث القائم نقمة!) [البحار: ج52] الإمام سيكون نقمة على كذابي الشيعة بالدرجة الأولى..ثم على غيرهم، علما أن هذا المضمون (أن الإمام يقتل الكثير من الناس إذا ظهر) تكرر في الروايات..إذ يقول إمامنا الباقر في رواية أخرى: (يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم) [البحار: ج25] ✦ قوله: (لا تأخذه في الله لومة لائم) يعني لا يهادن ولا يجامل أحدا..
لأنه بصدد إجراء عملية جراحية لإستصال الورم الخبيث من جسد المجتمع! فلا توجد مداراة في العملية الجراحية..مثلما لا توجد مداراة ولا تقية في المحاكمة المهدوية العالمية أما هذه الروايات التي تقول بأن القائم إذا خرج لا يوقظ نائما ولا يهريق محجمة دم..هذه روايات المخالفين وليست روايات أهل البيت..وإن وجدت في بعض كتبنا الشيعية فهي منقولة من المخالفين، وإنما افتراها المخالفون لأنهم يريدون طمس هذا المعنى؛ أن الإمام يخرج طالبا بثارات الزهراء وثارات سيد الأوصياء ويخرج طالبا بثارات الحسين! هذه الروايات المكذوبة تريد أن توحي إلينا أنه ليس هناك من مظلومية جرت على أهل البيت! هذا واضح من أسلوب الرواية.. فهناك أساليب من الكلام تكون مخصصة لإيحاء المعاني؛ يعني أن الكلام فيها يكون منسوجا ليس لظاهره اللفظي وإنما للإيحاءات التي يولدها هذا الكلام..وهذه الطريقة قد ينتفع منها أهل الخير وكذلك أهل الشر، والآن أساليب الإعلام في العالم تعتمد على هذين الأسلوبين؛ أسلوب الإيحاء، وأسلوب التلقين أيضا، • أما التلقين: فيكون بالتأكيد على معان معينة وثوابت بحيث حتى لو كانت خاطئة فإنها سترسخ في الأذهان لكثرة التلقين ولكثرة شيوعها بين الناس •
وأما الإيحاء: فالكلام له بناء لفظي معين..لكنه يوحي معاني بعيدة ومؤثرة في أعماق النفس الإنسانية كهذه الروايات الموجودة في كتب المخالفين التي تقول بأن المهدي إذا خرج لا يوقظ نائما ولا يهريق محجمة دم! فهذه الروايات ظاهرها اللفظي أن الإمام رحمة للجميع.. وأما الإيحاء فيها؛ فهي توحي بأنه لم يقع أي ظلم على أهل البيت..
وحتى لو وقع فإن الإمام سيكون مسالما مع الجميع حتى مع أعداء أهل البيت..وهذا هو الضلال بعينه! إمامنا نعمة ورحمة إلهية للخلائق.. ولكنه رحمة للأبرار ونقمة على الفجار كجده سيد الأوصياء كما نخاطب سيد الأوصياء في زيارته: (السلام على نعمة الله على الأبرار ونقمته على الفجار) فكون الإمام رحمة للخلائق هذا لا يعني أن ننفي مسألة خوض الإمام لبعض الحروب والمعارك عند ظهوره كي يبسط القسط والعدل في دولته المباركة، الحرب موجودة والقتل والقتال موجود.. لأنه أساسا لا يوجد مجتمع عبر التأريخ بني من دون حرب ومن دون قتال، ولا يوجد مجتمع أو دولة من دون قانون للعقوبات ومن دون جيش يقمع الأطراف التي تحاول أن تثير الفساد وتثير الاضطراب في ذلك المجتمع أو في تلك الدولة، فقضية أن توجد عقوبة وأن يوجد ردع وأن توجد قوة لتطبيق القانون وقوة للدفاع عن الضعيف وقوة لردع القوي وقوة لنشر العدل ولتطبيق قوانين القضاء..هذه قضية طبيعية..لأنه إذا تركت الأمور من دون قوة ومن دون ردع فإنه لا يمكن للمجتمع البشري أن تستقيم أموره ثم إن المعارك التي سيخوضها الإمام ليست طويلة كما يصور ويضخم في الإعلام..وإنما تستغرق مدة زمانية قصيرة وهي(ثمانية أشهر فقط) الإمام يرفع فيها السيف لقمع الشر وبسط العدل وبعدها تنتهي الحرب ويعم الرخاء..هكذا ورد في الروايات، فمدة الحرب التي سيخوضها إمامنا قصيرة بالقياس إلى الفترة الزمانية الطويلة جدا التي سيحكم فيها الإمام ويعم فيها السلام والرخاء، وقطعا الرخاء الأعظم سيكون في العصر القائمي الثاني (في عصر الرجعة العظيمة) فقضية خوض الإمام لبعض المعارك قضية طبيعية..ولكن ربما لظروف سياسية أو لظروف اجتماعية ولإعلام معين أو بسبب الأحداث الإرهابية الكثيرة التي وقعت..صارت هناك تصورات سلبية عن الإسلام عند الكثيرين بأنه دين دموي قائم على السيف والحرب..وتلك قضية أخرى، فالإمام سيخوض المعارك لاجتثاث أصول الشر..كما أخبر إمامنا الباقر بذلك حين قال له أحد أصحابه: (إنهم -أي المخالفين- يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا ولا يهريق محجمة دم، فقال الإمام: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله حين أدميت رباعيته وشج في وجهه..كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته) [البحار: ج52] •
قوله: (نمسح العرق والعلق) العلق؛ يعني الدماء المتجمدة، وتلك إشارة للحروب، مع ملاحظة أن الإمام هنا لا يتحدث عن عرق وعلق بما هو هو..وإنما يريد أن يقول أن الأمور لابد أن تجري بالأسباب، هذا لا يعني أن كل شيء في العصر المهدوي لابد أن يجري بالأسباب الطبيعية..
قطعا ليس كذلك، وإنما ما يمكن أن يجري بالأسباب الطبيعية سيجري، وما يحتاج فيه الإمام أن يفعل ولايته التكوينية فإنه سيفعل ولايته التكوينية فقضية خروج إمامنا بالسيف وخوضه الحروب لاجتثاث أصول الظالمين قضية منطقية ذكرت في الروايات..ولكنها محدودة بالقياس لفترة حكم الإمام الطويلة جدا كما مر..
ولكن الإعلام عمل على تضخيم هذه القضية إما لدفع الناس لإنكار هذه الروايات التي تتحدث عن حروب إمام زماننا وخوضه للمعارك في بداية ظهوره.. أو لتصوير الإمام بأنه شخصية دموية تنشر الإسلام بالسيف! فالإعلام له القدرة الهائلة على أن يكبر الشيء الصغير وأن يصغر القضية الكبيرة المهمة ويسلب أهميتها بحيث يجعل الناس لا يعبؤون بها، والإعلام يتمكن أيضا أن يجعل القضية التي ليست ذات أهمية أن يجعلها القضية الأولى في حياة الناس حين يسلط عليها الماكنة الإعلامية، بهذا الأسلوب تم تضخيم قضية خروج إمام زماننا بالسيف وخوضه لبعض الحروب بحيث صور للناس أنه شخصية دموية! هذه هي لعبة الإعلام! وإلا فإننا لو رجعنا للدين المسيحي وقرأنا في كتاب العهد الجديد في (رؤيا يوحنا) في آخر فصول الإنجيل..سنجد في الإنجيل حديثا عن حروب هائلة سيقوم بها المسيح لم يشهد لها التأريخ مثيلا، بحيث تقتل فيها أعداد هائلة جدا من البشر..ولكن لم يسلط أحد الضوء على هذه القضية، بغض النظر عن صحتها.. فهذا الكلام موجود في كتب النصارى ويوجد أكثر منه في كتب اليهود..

ولكن لم يسلط الضوء على هذه القضية وإنما سلط الضوء فقط على قضية حروب إمام زماننا للإيحاء بأنه شخصية دموية.. وكل ذلك خدمة للمشروع الإبليسي الذي هدفه الأول مواجهة المشروع المهدوي ومحاربته بشتى الوسائل! وبالمناسبة الذين يسلطون الضوء على مثل هذه القضية ويثيرون الإشكالات حول الروايات التي تحدثت عن حروب الإمام هؤلاء من داخل الوسط الشيعي وليس من خارجه، فليس الإعلام الغربي هو الذي سلط الضوء على قضية أن الإمام شخص دموي..وإنما يخرج هذا الكلام من داخل الوسط الشيعي بسبب الجهل بمعارف الكتاب والعترة المتفشي في الوسط الشيعي (عند عوام الشيعة، وعند رجال الدين أيضا).

#يازهراء #يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

94 - 4

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

🌠في ثقافة العترة: الباري تعالى تعرّفَ إلينا مِن خِلالِ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد..
وقفة عند معنى هذهِ العبارة في دُعاء أبي حمزة الثمالي: (بكَ عرفتُك..)

❂ يقولُ تعالى في الآية 189 بعد البسملة مِن سُورةِ البقرة:
{وليس البِرُّ بأن تأتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِها ولكنَّ البِرَّ مَنِ اتّقى وأتُوا البُيُوتَ مِن أبوابِها واتّقُوا اللهَ لَعلّكُم تُفلِحُون}
في ثقافةِ الكتابِ والعترة نَحنُ مأمورون بأن نأتي البيوتَ مِن أبوابها.
وبعبارةٍ أُخرى: إذا قصدنا أيَّ جِهةٍ مِن الجهات.. فلابُدَّ أن نقصِدَ تلكَ الجهةِ مِن بابها..
هذهِ الآية مِن سُورة البقرة في ثقافةِ أهل البيت إنّها تتحدّثُ عن مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد "صلواتُ اللهِ عليهم".. فهُم أبوابُ اللهِ التي فَتَحَها وأمَرَنا أن نأتيهِ مِنها.. كما نقرأُ في دُعاءِ الندبةِ الشريف: (أين بابُ اللهِ الّذي مِنهُ يُؤتى)

• لِماذا فتحَ اللهُ هذهِ الأبواب بيننا وبينه؟!
الجواب: لِبديهةٍ واضحة في ثقافةِ أهلِ البيت.. وهي أنّنا لا نعرفُ اللهُ بكُنْههِ أبداً، ولا يُوجد عندنا طريقٌ إلى معرفةِ كُنْهِهِ تعالى.. وإنّما هو - تعالى شأنهُ وتقدّس - تعرّف إلينا بِحَسَبنا.. كما نقرأ في دُعاءِ أبي حمزةَ الثمالي الذي نَقرؤهُ في أسحار شهر رمضان: (بك عرفتُكَ وأنتَ دللتني عليكَ ودعوتني إليك ولولا أنتَ لم أدرِ ما أنت)
وكما نقرأ في دُعاء الصباح لِسيّدِ الأوصياء: (يا مَن دلّ على ذاتِهِ بذاتِهِ)
وكما نقرأ في دُعاء سيّد الشُهداء يوم عرفة: (وأنت الَّذي لا إله غيرُك تَعَرّفْتَ لِكُلِّ شيءٍ فما جَهِلَكَ شيء، وأنْتَ الَّذي تعرّفْتَ إليَّ في كُلِّ شيءٍ فرأيتُكَ ظاهراً في كُلِّ شيء)
فاللهُ سُبحانه وتعالى هو الذي تَعرّف إلينا عِبْر مُحمّدٍ وآل مُحمّد.. وتَعرّف لكلِّ الوُجود بهم "صلواتُ اللهِ عليهم"، ولكن في كُلِّ طبقةٍ مِن طبقاتِ هذا الوجود تَعرّفَ إليهِ بِحَسَبه

وحتّى حِين بعَثَ الأنبياء.. إنّهُ تعرّف إلى الخلائقِ عِبْر مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد، لأنَّ الأنبياء هم انعكاسٌ لمُحمّدٍ وآل محمّد (فالأنبياء هُم شيعةٌ لِمحمّدٍ وآلِ محمّد في المراتب العالية كما وَرَدَ في حديث العترة)
فنحنُ مِن جِهتِنا لا طريقَ لنا لِمعرفةِ ذاتِهِ تعالى، إذْ لا تُوجد صِلةٌ فيما بيننا وبينهُ، فنحنُ ذواتٌ مَحجوبةٌ عنه.. وأحاديثُ العِترةِ تقول: (إذا بلَغَ الكلامُ إلى اللهِ فاسكتوا..) يعني إذا بَلَغ الكلامُ لِمعرفةِ كُنْهِهِ تعالى فاسكتوا.. فلا طريقَ لكم لِمعرفةِ كُنْهِهِ تعالى شأنه..
نعم الإنسانُ بِفطرتِهِ السليمة يُدرِكُ وُجودَ الله، ويُدركُ حالةَ العجز والافتقار إليهِ ويُدركُ حالةَ الغِنى والقُوّةِ عندهُ سُبحانَهُ وتعالى.. فهو بالمُجمَلِ يُدركُ وجودَ الله ولكنّهُ لا يستطيعُ أن يعرفَ كُنْه الله تعالى وحقيقتِهِ..
ولكنّ اللهَ تعالى يَتعرّفُ إلينا بحَسَبِ ما نستطيعُ أن نعرف.. يتعرَّفُ إلى كُلِّ الخلائقِ بِحَسَبها.. يتعرّف إلى النباتات بحَسَبِها ويتعرَّفُ إلى الحيواناتِ بحَسَبها ويتعرَّفُ إلى الإنسانِ بحَسَبهِ أيضاً والناسُ مراتب..
ويتعرَّفُ إلى كُلِّ مخلوقٍ بحَسَبِ فطرتهِ، وبحَسَبِ عقلِهِ،
ولِذا وَرَد في الروايات: (إنّما يُداقِّ اللهُ العبادَ الحسابَ يومَ القيامةِ على قدْرِ ما آتاهم مِن العُقول في الدُنيا)
فالباري تعالى تَعرّفَ إلينا مِن خِلالِ أوليائِهِ وحُجَجهِ على خلقِهِ وبابهِ الذي مِنهُ يُؤتى.. كما جاء في دُعاء أبي حمزة: (بك عرفتُكَ وأنتَ دللتني عليك..)
معنى "بِكَ عرفتُك": يعني عرفتُكَ بما تجلّيتَ لي بهِ.. وأنتَ يا ربي تَجلَّيتَ لي في مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ.. يعني أنَّ مُحمّداً وآلَ مُحمّدٍ هُم مَجلى ومَظهرُ لِأسمائِهِ تعالى وصفاتِهِ تعالى.
يعني أنّ كُلَّ صِفاتِ الجلالِ والجمالِ للهِ سُبحانَهُ وتعالى تجلّتْ وظهرتْ في مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد..
(تجلّتْ قُدرتُهُ، وعظمتُهُ، وسُلطانُهُ وجمالهُ وجلالُهُ وبهاؤه وكمالُهُ وكُلُّ صِفاتِهِ تجلّتْ وظهرتْ في مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد صلواتُ اللهِ عليهم..)
فنحنُ عرفنا ربّنا بهم "صلواتُ اللهِ عليهم".. كما يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(نحنُ حجّةُ اللهِ في عباده، وشُهداؤهُ على خَلْقِهِ، وأُمناؤهُ على وحيه، وخزّانهُ على عِلْمه، ووجهُهُ الذي يُؤتى منه، وعينهُ في بريَّتِهِ، و لسانُهُ الناطق، و قلبُهُ الواعي، وبابهُ الذي يدلُّ عليه.. نحنُ القائمون‌ بأمره، والداعونَ إلى سبيله، بنا عُرِفَ الله، وبنا عُبِدَ الله، نحنُ الأدلّاءُ على الله، ولولانا ما عُبِدَ الله)
وكما يقولُ سيّدُ الشُهداء "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ الله عزّ وجلّ ذِكْره ما خَلَقَ العِبادَ إلّا لِيعرفوه، فإذا عرفوهُ عَبَدُوه، فإذا عَبَدُوهُ استغنُوا بعبادتِهِ عن عبادةِ ما سِواه، فقال لهُ رجل: يا بنَ رسولِ الله.. بأبي أنتَ وأُمّي، فما معرفةُ الله؟ قال "عليه السلام": معرفَةُ أهْل كلِّ زمانٍ إمامهم الذي يَجِبُ عليهم طاعته)
يعني أنّ معرفتَكَ لإمامِ زمانِكَ هي بعينها معرفةُ اللهِ عزّ وجلّ.. لماذا..؟
لأنّ صِفاتَ اللهِ سُبحانَهُ وتعالى كُلّها اجتمعتْ وتجلّتْ في الإمامِ المعصوم.. فالباري تعالى تعرّفَ إلينا وعرّفَ ذاتَهُ إلينا عِبْر الإمام المعصوم.. وهذا هو المُراد مِن قولنا في دُعاء أبي حمزة الثمالي: (بكَ عرفتُك)
لأنّ الإمامَ المعصوم هو حقيقةٌ لا فَرقَ بينها وبين الله سِوى أنّها حقيقةٌ مخلوقة.. كما نقرأ في الدعاءُ الرجبيُّ الوارد عن إمامِ زمانِنا وهو يَتحدّثُ عن حقائقِ أهل البيتِ الطاهرة المُطهّرة.. يقول:
(لا فَرقَ بينكَ وبينها، إلّا أنّها عبادكَ وخَلْقُك، فتقُها ورَتْقُها بيدكَ، بدؤُها مِنكَ وعَودها إليكَ..)
يعني لا فرْقَ بين حقائقِ أهل البيتِ النُوريّة وبين اللهِ سُبحانهُ وتعالى سِوى أنّهم حقائقُ وذواتٌ مخلوقة.. خَلَقَها اللهُ مِن نُورِ عظمتِهِ وأفاضَ عليها عِلْمَهُ وقُدرتَهُ وكُلَّ صِفاتِهُ سُبحانَهُ وتعالى، وفوّضَ إليهم أُمورَ الخلائق..

وهُنا روايةٌ في غاية الجمال عن إمامِنا مُوسى بن جعفر "صلواتُ اللهِ عليه" تتحدّث عن هذهِ الحقيقة وهذا المضمون: (أنّ الله تعالى تعرّف إلينا مِن خلال محمّد وآل محمّد)
يقولُ إمامُنا الكاظم "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ اللهَ تبارك وتعالى خَلَقَ نُورَ مُحمّدٍ "صلّى اللهُ عليهِ وآله" مِن نُورٍ اخترعَهُ مِن نُور عَظَمتهِ وجلاله، وهو نُور لاهوتيّتِهِ الذي بدأ منه وتَجلّى لِمُوسى بن عمران في طُور سيناء، فما استقرَّ لهُ ولا أطاقَ مُوسى لرُؤيتهِ ولا ثبَتَ لهُ حتّى خَرَّ صَعِقاً مَغشيّاً عليهِ، وكان ذلكَ النُورُ نُورُ محمّدٍ "صلّى اللهُ عليهِ وآله"،
فلمّا أرادَ أن يخلُقَ محمّداً "صلّى الله عليه وآله" منه، قسّم ذلك النُور شطرين:
فخَلَق مِن الشطرِ الأوّل مُحمَّداً ومِن الشطر الآخر عليَّ بن أبي طالب، ولم يَخلقْ مِن ذلك النور غيرهما.. خلقهما بيدهِ، و نَفَخ فيهما بنفسهِ لِنفسه، و صَوّرهُما على صُورتهما، وجعَلَهُما أُمناءَ لهُ وشُهداءَ على خَلْقهِ وخُلفاءَ على خليقتِهِ وعيناً لهُ عليهم ولساناً لهُ إليهم.
قد استودعَ فيهما عِلْمهُ، وعلَّمهُما البيان، واستطلَعَهُما على غَيبه، وجَعَلَ أحدَهُما نفسَهُ والآخرَ رُوحَه، لا يَقومُ واحدٌ بغيرِ صاحبِهِ،
ظاهِرهُما بشريّة، وباطِنُهُما لاهوتيّة، ظَهَرا للخلقِ على هياكلِ الناسوتيّة، حتّى يطيقوا رُؤيتَهُما، وهو قولهِ تعالى: {ولَلَبسنا عليهم ما يَلْبِسُون} فهما مقاما ربِّ العالمين، وحِجَابا خَالقِ الخلائق أجمعين، بهما فتَحَ اللهُ بدء الخَلْقِ، وبهما يَختمُ المُلْك والمَقادير.
ثمَّ اقتبس مِن نُور مُحمّدٍ "صلّى اللهُ عليهِ وآله" فاطمةَ ابنتَهُ كما اقتبسَ نُورَ عليٍّ مِن نُورهِ، واقتبسَ مِن نُور "فاطمة وعليّ" الحسن والحسين كاقتباس المصابيح،
هُم خُلِقوا مِن الأنوار، وانتقلوا مِن ظَهْر إلى ظَهْر، ومِن صُلْبٍ إلى صلب، ومِن رَحِم إلى رَحِم في الطَبقةِ العُليا مِن غَير نجاسة، بل نَقْلاً بعْد نَقْل، لا مِن ماءٍ مهين ولا نُطفةٍ خشرة - أي قذرة- كسائر خلقه، بل أنوارٌ انتقلوا مِن أصلابِ الطاهرين إلى أرحامِ المُطهّرات؛ لأنّهم صَفْوةُ الصَفْوة.. اصطفاهم لِنفسِهِ، وجَعَلَهم خُزّان عِلْمهِ وبُلَغَاء عنه إلى خلقه،
أقامَهم مقامَ نفسه؛ لأنَّه - عزّ وجلّ - لا يُرى ولا يُدرك ولا تُعرَفُ كيّفيّتهُ ولا إنّيتُهُ.. فهؤلاءِ - يعني مُحمّداً وآلَ مُحمّد - الناطقون المُبلّغون عنهُ، المُتصرّفون في أمْرهِ و نهيه، فبهم يُظْهِرُ قُدرَتَهُ، ومِنْهم تُرى آياتَهُ ومُعجزاتُهُ، وبهم ومِنهم عَرَّفَ عِبادَهُ نَفْسه، وبهم يُطاعُ أَمْرُهُ، ولولاهم ما عُرِفَ اللهُ ولا يُدرى كيف يُعبَدُ الرحمن.. فاللهُ يُجْري أمرَهُ كيف يشاء فيما يشاء، لا يُسألَ عمّا يفعل و هُم يُسألون)
[تأويل الآيات]

هذه الرواية لإمامنا الكاظم هي نموذج مِن أحاديثهم الشريفة التي تُبيّنُ هذهِ الحقيقة (أنّ اللهَ تعالى تعرّف إلينا مِن خلال مُحمّدٍ وآل محمّد) كما يُشيرُ لِذلك قولُ إمامِنا الكاظم وهو يتحدّثُ عن حقائقِ أهل البيت.. فيقول:
(أقامَهم مقامَ نفسه؛ لأنّه - عزَّ وجل - لا يُرى ولا يُدرك و لا تُعْرَف كيفيّتُهُ ولا إنّيته..)
وهذه العبارة هي نفس المضمون الموجود في دُعاء الاستئذان الذي نَقرؤهُ في زيارةِ الأئمة.. حين نقرأ فيه: (الحمدُ للهِ الذي مَنَّ علينا بحُكّام يَقومونَ مَقامَهُ لو كانَ حاضراً في المكان..)
فأهلُ بيت العِصمة هُم الحُكّام على هذا الوجود.. أقامَهم اللهُ تعالى مقامَ نفسِهِ، وجَعَلهَم حِجاباً بينهُ وبين خَلقهِ؛ لأنّه لا طريقَ إلينا إلى لِمعرفةِ كُنههِ تعالى.. ولِذلك قال إمامُنا الكاظم:
(وبِهم ومِنهم عرّفَ عِبادَهُ نَفْسه)
يعنيّ أنّه تعالى تَعرَّفَ إلى كائناتِ هذا الوجود مِن خلالِ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد.. وهذا المعنى هو نفسُ المضمونِ الموجود في دُعاءِ إمام زمانِنا في شهر رجب حين يقولُ الدُعاء وهو يتحدّثُ عن حقائق أهل البيت:
(فجعلتهم - أي مُحمّداً وآل محمّد - معادن لِكلماتك، و أركاناً لِتوحيدك، و آياتكَ ومقاماتكَ التي لا تعطيل لها في كلّ مكانٍ يعرفُكَ بها من عَرَفك، لا فَرْقَ بينكَ و بينها إلّا أنّهم عبادكَ وخلقك)
قوله: (يعرفُكَ بها مَن عَرَفك) يعني نَحنُ نَعرِفُكَ يا ربِّ بهذهِ الحقائق، بهذهِ الأركان، بهذهِ الكلمات، بهذهِ الآيات والمَقامات وهي مُحمّدٌ وآل محمّد.. فهم "صلواتُ الله عليهم" أركان التوحيد، و هُم الآيات، وهُم الكلماتُ التامّات، وهُم المقاماتُ والعلامات.. ونَحنُ نعرفُ اللهَ تعالى بهم ومِن طريقهم.
وهذا هو نفس المضمون الوارد أيضاً في حديث سيّد الأوصياء حِين يقول:
(إنّ الله تبارك و تعالى لو شَاءَ لَعَرَّف العِباد نفْسه، ولكن جَعَلَنا أبوابهُ وصراطَهُ، وسبيلَهُ والوجه الذي يُؤتى منهُ، فمَن عَدَل عَن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء مَن اعتصم الناس به، ولا سَواء حيثُ ذهب الناس إلى عُيونٍ كدرة يفرغُ بعْضُها في بعض، وذَهَبَ مَن ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع)
[الكافي الشريف:ج1]

أميرُ المؤمنين في هذا الحديث يُبيّن أنّ الطريقَ إلى مَعرفةِ اللهِ لا تتحقّق إلّا مِن خلال الباب الذي فَتَحَهُ اللهُ تعالى وهو مُحمّدٌ وآل محمّد.. فمَن قصدَ أهل البيت ومَن تَوجّه إلى حديثِهِم النوري الأقدس فقد ذهبَ إلى العَين الصافية الطاهرة النوريّة التي تجري بأمر ربّها.. ومَن توجّه إلى أخذِ المعارف مِن كُتُبِ أعداء أهل البيت، فقد ذهب إلى العيون الكَدِرة النجسة والمياه الثقيلة الآسنة القذرة.

#يازهراء
#يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

91 - 0

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

❤️ شيءٌ مِن مَعاني وأسرار تَسمية إمام زماننا بالقائم وسبب وقوف الشِيعة عنْد ذكْر اسْم الإمام الحُجّة..؟!

◀ يقولُ الثمالي سألتُ الباقرَ"عليهِ السلام":
(يا بنَ رسولِ اللهِ !.. ألستم كُلّكم قائمينَ بالحقّ .. قال : بلى، قلتُ: فلِمَ سُمّي القائم قائماً؟
قال: لما قُتِل جدي #الحسين - صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ - ضجَّتْ الملائكةُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالبُكاءِ والنحيب، وقالوا:
إلهنا وسيّدنا !.. أتغفَلُ عمَّن قَتَل صفوتكَ وابن صَفوتك ، وخِيرتِكَ من خلقك ؟
فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم : قِرُّوا ملائكتي، فوَ عِزَّتي وجَلالي لأنتقمنَّ مِنْهم ولو بَعْد حِين،
ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عزَّ وجلَّ عن الأئمةِ من وُلْدِ الحُسين للملائكة. فسُرَّتْ الملائكةُ بذلك، فإذا أحدهم قائمٌ يصلي، فقال الله عزَّ وجلَّ: بذلكَ القائم أنتقمُ مِنْهم).
[علل الشَّرائع]

أئمتُنا "صلواتُ اللهِ عليهم" كُلّهم قائمونَ بالـحقّ، واسمُ (#القائم) هو اسمٌ لكلّ أئمتنا "عليهم السلام"..
أئمتنا كُلّهم صادقون، كلّهم باقرون، كلّهم كاظمون، وكُلّهم قائمون..
ولكن هذهِ الرواية هُنا تَصِفُ مَشْهداً في العَالم العُلوي، في عَالم الأشباح والـمَثَل.. فتقول أنّ إمام زماننا تجلّى في ذلكَ العالم وهو فـي حالةِ قيام.. وهذا الـمعنـى تردَّد فـي عديدٍ مِن الروايات: أنّ مِثاله الشريف "صلواتُ الله عليه" عنْد العَرْش وفي عالمِ الأشباح، في عالم الأظلّة، مثالهُ هُو قائمٌ مِن بينَ أمثلةِ سائر الأئمة ومِن بينَ أظلّتهم وأشباحهم..

فقَطْعاً هَذا المَضمون المَذكور في الرواية يرتبط في جِهة مِن جهاتهِ بِمعنى وسَبب قيام #الشيعة حِين يُذكر اسمْ إمام زماننا (القائم) صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.

◀ أيضاً جاء في كتاب [مُنتهى الآمال] للمُحدّث القُمّي حديث عن #صادق_العترة "صلواتُ الله عليه" يقول أنّ اسْم إمام زماننا (القائم) ذُكِرَ في مَجلس #الإمام_الصادق.. فوقف "عليه السلام" احتراماً لهُ وتعظيما)
وما ذلك بغَريب.. فحِين سُئِل إمامُنا #صادق_الآل "صلواتُ الله عليه": (هل وُلِدَ القائم؟ قال: لا. ولو أدركتُهُ لَخَدمْتُهُ أيّامَ حياتي)
[بحار الأنوار: ج51]

◀ أيضاً جاء في كِتاب [أمل الآمل] للمُحدّث الحرّ العاملي أنّ #الإمام_الرضا حِينَ قرأ عليه دِعبل الخُزاعي تائيّتَهُ المَعروفة و وَصَلَ إلـى هذا البيت:
خُروجُ إمامٍ لا مَحالةَ خارجٌ ¤ يقومُ على اسْمِ اللهِ والبركاتِ

وقف الإمام الرضا "عليه السلام" على قدميهِ وأحْنَى رأسهُ الشريف إلى الأرض بَعْد أن وضَعَ كفَّهُ اليُمنى على رأسه وقال: الَّلهُم عجّل فَرَجه ومَخْرَجهُ وانْصُرنا بهِ نصراً عزيزا)

◀ أيضاً.. جهة أُخرى مِن جهات معنى قيام الشيعة عند ذِكْر إمام زماننا #الحجّة_بن_الحسن "صلواتُ الله عليه" هو أنّ الإمام الصادق "صلواتُ اللهِ عليهِ" حِينَ سُئِلَ عن سبب القیام عِنْد ذِکْر لفْظ القائم مِن ألقاب الحجّة. قال:
(لأنّ لهُ غَیبةً طولانیة، و مِن شِدّة الرأفةِ إلی أحبَّتِهِ یَنظرُ إلی کُلّ مَن یَذکرهُ بَهذا الَّلقب المُشْعِر بِدولتهِ والحَسْرةِ بغُربَتِهِ، ومِن تعظیمهِ أن یقومَ العَبْدُ الخاضعُ لصاحبهِ عِنْد نَظَرَ المَولی الجلیل إلیهِ بعینهِ الشریفة، فلیقمْ ولیطلبْ مِن اللّه جلَّ ذِکْرُهُ تعجیلَ فرجه).
[مُنتخب الأثر]

◀ أمّا سَبَب وضْع الشيعة أيديهم على رُؤوسهم عِنْد ذكْر إمامنا #صاحب_الأمر "صلواتُ اللهِ عليه" فهي رَمزيّة وإشارة إلى ما يَصنعهُ إمامُ زماننا عند ظُهوره الشريف.. فقد ورد عن إمامنا #باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه" أنّه يقول:
(إذا قامَ قائِمُنا وَضَعَ يَدَهُ على رؤوس العِبَاد فجَمَعَ بها عُقولهم وكمُلتْ أحلامهم)
[الكافي الشريف: ج1]

فهذهِ الروايات المَعصوميّة الشريفة هي الـجُذُور في هَذهِ القَضية (قضيّة قِيام الشيعة عند ذِكر اسم إمام زمانهم: القائم)

فَضْلاً عن أنَّ هذا الأمر هُو احترامٌ وإجلالٌ مِن #شيعة_أهل_البيت لإمامهم.. هو نحو أدبٍ، بروتكول مِن الشيعة فـي مقابل إمامهم "صلواتُ الله وسلامه عليه" .

#يامهدي
#عين_الحياة
#الثقافة_الزهرائية
#يا_صاحب_الزمان
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

84 - 4

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

💖💚أسعد الله ايامكم و بارك الله فيها بولادة قائم آل محمد الإمام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرج الشريف و جعلنا الله من أنصاره و جنوده و المستشهدين بين يديه💐

*💢ارتداد اكثر القائلين بإمامته💢*

❖┈┅✦❂✦💠✦❂✦┅┈❖

💥يلاحظ في الروايات الشريفة إشارات خطيرة الى وجود تلازم بين
*ضعف ذكر الامام المهدي* (عليه افضل الصلاة والسلام) في أوساط الشيعة
وبين ظاهرة *الارتداد والخروج عن الدين*…

فما ان يُذكَر👇🏼
*موت وخمول امر الامام المهدي* (عليه السلام)…*

الا وأُردف بـ👇🏼
*ارتداد المؤمنين عن دينهم!!*

⁉والسبب في ذلك واضح وهو:
*ان الامام الحُجّة هو اصل الدين وهو الطريق الوحيد الى الله… فمن ضيعه وارتد عنه فقد ضيع دينه وارتد وشطّ عن الصراط المستقيم…*

◾ومن ابرز العلامات التي تدل على تضييع طريق الامام الحُجّة بن الحسن (عجّل اللهُ فرجَه الأقدس) هو:
*خمول ذكره وضعف الحديث عنه وعدم التوجه اليه في كل حال من الأحوال…*

>>>>>>>>>>

👈🏻واليك *بعض النتائج الخطيرة* المترتبة على خمول وضعف ذكر الامام المهدي (عليه افضل الصلاة والسلام) في أوساط المؤمنين:
👇🏻👇🏻👇🏻

*⛔ضعف المعرفة بالامام (عليه السلام).*

*⛔ضعف الاعتقاد به.*

*⛔تولد الشكوك في شؤونه الشريفة.*

*⛔بروز رايات منحرفة تفتك بالمؤمنين.*

*⛔تضييع حقوقه وأوامره ونواهيه.*

وغيرها…

*💥وماهذه النتائج الا صور من صور الارتداد او مقدمات لنشوئه…*

>>>>>>>>>

*📜بعض الروايات التي تشير الى هذه الحقيقة المرعبة*
~~~~~~~~~

*🔥موت ذكره = ارتداد اكثر القائلين بامامته*

…حدثنا الصقر ابن أبي دلف قال: سمعت *أبا جعفر محمد بن علي الرضا* (عليهما السلام) يقول:
*«إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه،»*
ثم سكت.
فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟
فبكى (عليه السلام) *بكاء شديدا*،
ثم قال:
*«إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر.»*
فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمي *القائم*؟
قال (عليه السلام):
*«لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته.»*
فقلت له: ولم سمي *المنتظر*؟
قال (عليه السلام):
*«لان له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، و ينجو فيها المسلّمون.»*
📚كمال الدين
~~~~~~~~~

*🔥خمول ذكره = انكار وجوده*

…عن مفضل بن عمر قال: كنت عند *أبي عبد الله* (عليه السلام) وعنده في البيت أناس، فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري، فقال:
*«أما والله ليغيبن عنكم صاحب هذا الامر وليخملن هذا حتى يقال: مات، هلك، في أي واد سلك،*
*ولتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي!»*
قال [مفضل بن عمر]: فبكيت،
فقال (عليه السلام):
*«ما يبكيك يا أبا عبد الله؟»*
فقلت: جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول: *«اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي!»*
قال: -وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس-
فقال (عليه السلام):
*«أبيّنةٌ هذه؟»*
فقلت: نعم،
قال (عليه السلام):
*«أمرنا أبيَنُ من هذه الشمس.»*
📚الكافي الشريف
~~~~~~~~~

*🔥ارتداد الناس قبل الظهور*

من حديث طويل مفجع لإمامنا الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام) قال فيه:
*«…وتأملت منه مولد غائبنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره: ﴿وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه﴾ -يعني الولاية- فأخذتني الرقة، واستولت علي الأحزان…»*
📚كمال الدين

>>>>>>>>>>

*🌴ما هو العلاج ؟🌴*

لا شك ان علاج هذه الظاهرة الخطيرة بأيدي المؤمنين وهو -باختصار-:

🌠 إشاعة ذكر الامام صاحب الامر (عجّل اللهُ فرَجَه الأقدس) في أوساط المؤمنين…*

🌠 السعي في معرفته وتعريف المؤمنين به معرفةً عميقةً لا معرفة سطحية ركيكة…*

🌠نشر الأحاديث الشريفة التي تبين مقاماته السامية وتقوي عقيدة المؤمنين به وتشد على قلوبهم وتهشُّ بارواحهم الى ساحته المقدسة…*

🌠 تعميق الجانب العاطفي مع الامام المهدي (عليه افضل الصلاة والسلام) ليعيش المؤمن حالة الارتباط العقلي والقلبي مع امامه، ولايكون امر الامام مجرد فكرة في الأذهان لا اثر لها في واقع الحياة…

*✅ ولاجل ان ينجح هذا العلاج ويكون له اثر في الأوساط…*

*🙏🏼 لا بد ان تتظافر جهود المؤمنين على بثه ونشره، كل بحسب موقعه وأسلوبه وامكانياته وبالحكمة والموعظة الحسنة…*

🌺*وان يكون اساس العمل وركيزته حديث محمد وال محمد (عليهم افضل الصلاة والسلام)*

*🤲🏻 جعلنا الله واياكم من الذاكرين لبقية الزهراء في ليلنا ونهارنا وكل حال من أحوالنا… بحق محمد واله الاطيبين الاطهرين.*

*💐انشرها بقدر حبك لامام زمانك💐*

❖┈┅✦❂✦💠✦❂✦┅┈❖

#يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

81 - 6

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

🌺💙 وقفة عند "معاني الانتظار" التي لا يكونُ العبدُ مِن دُونها مُنتظراً فعلاً لإمام زمانه..

حينما يأتي الحديثُ عن إمامِ زمانِنا.. فإنَّ أبرزَ عُنوانٍ يدورُ في أذهانِنا هو: (الانتظار)
الانتظارُ هو العُنوانُ الأوضحُ مِن عناوينِ عصرِ الغَيبةِ ومِن عناوين علاقتِنا بإمامِ زمانِنا "صلوات الله عليه"..
هذا العنوانُ عنوانٌ فسيحٌ وسيع .. ولكن يُمكنُ لنا تلخيصُهُ وإيجازُهُ في نقاطٍ مُهمّة..

🌿 الانتظارُ مضمونٌ يشتملُ على جُملةٍ مِن المعاني:
1⃣- المعنى الأوّل الذي يقعُ في فحوى الانتظار هو: (التوقُّع)
فالمتوقِّعُ لشيءٍ سواء كانَ هذا الشيء حَسَناً أو سَيّئاً يُقال لهُ مُنتظِر.. فهو ينتظرُ حدوثَ ذلك الشيء،
قوَّةُ الانتظار وضَعْفُ الانتظار، شدّتُهُ وقِلَّتهُ ترتبطُ بالشيء الذي يُنتَظر،
إذا كانَ الشَيءُ الذي يُنتَظرُ مُهمّاً، سيكونُ حِينئذٍ الانتظارُ قوياً شديداً،، وإذا كان الشيءُ المنتظَرُ ليس مُهمّاً سيضعُفُ هذا الانتظار..

فالمعنى الأوّلُ الموجودُ في فحوى الانتظار هو: (التوقُّع).
والتوقّعُ يكونُ للأشياء الحَسَنةِ وللأشياءِ السيّئة
للأشياءِ الباعثةِ على الأمانِ وللأشياءِ الباعثةِ على الخوف،
التوقّع يكونُ للفرحِ ويكون للحزن،
يعني كما يُتوقُّع للمريضِ أن يشفى أو أن يموت،
وكما يُتوقَّعُ للتجارةِ أن تربحَ أو أن تخسر،
فأحدُ معاني الانتظار هو: (التوقع).. وهذا هو الذي تحدَّثتْ عنه كلماتُ المعصومين "صلواتُ الله عليهم" حين يأمروننا فيقولون: (توقّعُوا الفرجَ صباحاً ومساء)
• وهو نفس المضمون الذي نقرؤه في زيارةِ إمامِ زمانِنا في يوم الجمعة:
(وهذا يومُ الجُمعَةِ المُتُوقَّعُ فيهِ ظُهُورُك والفرَجَ لِلمُؤمِنِين علَى يَديك)
• وهو نفسُ المضمونِ أيضاً الذي نقرأهُ في زيارةِ إمامِ زمانِنا:
(فَلَو تَطَاوَلَت الدُهُور وتَمَادَت الأعمار لم أزدد فيكَ إلَّا يقينا، ولك إلّا حُبّا وعليكَ إلّا توكُّلاً واعتمادا، ولظهُورِكَ إلَّا توقُّعاً وانتظارا، ولجهادي بين يديكَ إلَّا تَرَقُّبا)
هذا هو المضمون والمعنى الأوّل مِن معاني الانتظار..

2⃣ - المعنى الثاني مِن معاني الانتظار هو: (الشوقُ، الاشتياق)
حينما يكونُ الشيءُ الذي ننتظِرُهُ أيّاً كان، مُهّماً غالياً بالنسبةِ لنا، حتّى لو كان مِن الجمادات،
مثلاً شخص اشترى لهُ أحدٌ سيّارةً رائعة وهي في طريقها للوصول.. فهو يتشوّقُ إلى وصولِها في أيِّ لحظة..
بل ربّما في الّليلةِ التي يُرادُ أن تَصِلَ هذهِ السيارة إلى يَدهِ لا ينامُ تلكَ الّليلة..
فالمعنى الثاني مِن معاني الإنتظار: هو (الشوق).. وهذا المعنى واضحٌ في كلمات العِترة..
فإنّنا إذا ذهبنا إلى زياراتِ الأئمةِ خُصوصاً في زياراتِ سيّد الشُهداء نجد هذه العبارة تتردّد : (زُرتُكَ مُشتاقاً)
وفي دُعاء النُدبةِ العباراتُ واضحةٌ أيضاً: (بِنفسِي أنت أُمنيّةُ شائِقٍ يتمنّى) شائقٍ يعني مُشتاقاً..
أيضاً هذه العباراتُ المفعَمةُ بالاشتياق..
(أُمنيّةُ شائِقٍ يتمنّى مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنةٍ ذَكَرا فحنَّا)..
(هل إِليك يا ابن أحمدَ سبيلٌ فتُلقَى، هل يتّصِلُ يومُنا مِنكَ بِعِدةٍ فَنَحظى، متى نَرِدُ مَناهِلك الرويّة فَنَروى، متى نَنتَقِعُ مِن عَذْبِ مائِكَ فقد طال الصدَى، متى نُغاديكَ ونُرَاوِحُك فنُقِرَّ عينا..)
إلى آخر العبائر الموجودة في دعاء الندبة..
وأكثرُ عبائرِ دعاء الندبة تطفحُ بمعاني الاشتياق..
فهذا هو المعنى الثاني مِن حزمة المعاني التي تُشكِّلُ بمجموعها معنى الانتظار.

3⃣- المعنى الثالث مِن معاني الانتظار هو: (الاستعدادُ) الاستعدادُ للتضحية، الاستعدادُ للعمل والنُصرةِ والتمهيد والمرابطة.. كما نقرأُ في زيارةِ إمامِ زمانِنا:
(فها أنا ذا عبدُكَ المُتصَرِّفُ بين أمرِك ونهيِك... فأبذُلُ نفسي و مالي وَوَلَدي وأهلِي وجمِيعَ ما خوّلنِي ربِّي بين يديك)
هذه المعاني الثلاثة هي أهمُّ المعاني التي باجتماعها وبتعاضُدِها وبائتلافها جميعاً يتشكل (معنى الانتظار) في أقلّ درجاته ومَراتبه.

فحين نقول بأنّنا ننتظِرُ إمامَ زمانِنا.. فالانتظارُ ليس كلمةً تُلفَظُ هكذا بشكلٍ عفوي،
الانتظار -كما مرّ - يعني (التوقُّع)، والتوقُّعُ بمعنى الرجاء..
فنحنُ نرجو، نترجّى ونتوقّعُ أن يكونَ الفرجُ في يومِ غد، أن يكون الفرجُ في هذه الجمعة، أن يكونَ الفرجُ في السنةِ القادمة،
وإن كان الأمرُ واضحاً في الأدبِ المهدوي عن الأئمة حين يأمرون شِيعتَهم ويقولون: (توَقَّعُوا الفَرَجَ صَبَاحَاً ومَسَاء)
فأهلُ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم" يريدونَ مِن شيعتهم أن يتوقعَّوا الفرجَ في كُلِّ لحظةٍ.. وليس فقط في كُلِّ يوم..

أمَّا إذا نظرنا إلى الرواياتِ وحتّى إلى الآياتِ التي فسّرتها كلماتُ أهلِ البيت التي تتحدّثُ عن الساعةِ وأنّها تأتي بغتة.. نجد هذهِ الساعة التي تأتي بغتة مُفسّرةً عند المعصومين بساعةِ ظهور القائم..
وفي الرسالةِ التي وصلتْ إلى الشيخ المفيد مِن إمامِ زمانِنا.. جاءت فيها هذهِ العبارة: (إنّما أمرُنَا بَغْتَة)
إذا نظرنا إلى هذهِ الجهة.. فحينئذٍ لابُدَّ مِن توقّعِ الفرجِ في كُلِّ لحظةٍ وفي كُلِّ طَرْفة عين،
يعني أنَّ التوقّع يبقى معنا مَوجوداً..
قطعاً هذا للذي يتحسّسُ ويستشعرُ أهميّةَ الشيءِ الذي ينتظرهُ.

❄ إذاً بالجملةِ وبالاختصارِ والإيجاز.. مراتب الانتظار هي:
● أوّلاً: التوقّعُ
● ثانياً: الاشتياق
● ثالثاً: الاستعداد والمرابطة والعمل الجادّ تمهيداً لإمامِ زمانِنا.
إذا اجتمعتْ هذهِ المعاني يتحقّقُ معنى الانتظار في أقلِّ درجاتِهِ..
والمقصود من عبارة "أقلِّ درجاته":
أي أنَّ المُنتظِرَ للإمام الحُجّة "صلواتُ اللهِ عليه" على الأقل لا بدَّ أن يتَّصِفَ بهذهِ الأوصاف على أقلّ تقدير،
وإلّا فهناك في رواياتُ العترةِ أوصافٌ هي أوسعُ جدّاً مِن هذهِ الأوصاف..
كالأوصافِ الواردة في حديثِ إمامِنا السجّاد مع أبي خالدٍ الكابلي التي يقول الإمامُ فيها:
(يا أبا خالِد، إِنَّ أهلَ زمانِ غَيبتِهِ القائلين بإمامتهِ أفضَلُ أهلِ كُلِّ زمانٍ؛ لأنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى أعطاهُم مِنَ العُقُولِ والأفهامِ والمعرِفَة ما صارَت بهِ الغَيبَةُ عِندَهُم بِمَنزِلَةِ المُشَاهَدَة)

هذهِ الشرائط التي ذكرها سيّد الساجدين "صلواتُ الله عليه" شرائطُ صعبة، لأنّها تتحدّث عن الوصفِ الأكمل للمُنتظرين،
ونحنُ هُنا لا نتحدّثُ عن هذا الوصف الأكمل، وإنّما نتحدّثُ عن أقلِّ مَراتبِ الانتظارِ هنا.
وإلّا فروايةُ إمامِنا السجّاد هذهِ هي الّتي تشخِّصُ لنا معنى الانتظار الحقيقي: (أنَّ الغَيبةَ تَصيرُ عند العبدِ بمنزلةِ المُشاهدة)

بالنسبةِ لواقعِنا.. هذا المعنى غيرُ موجود.. لذلكَ حديثُنا هُنا هو عن أقلِّ مراتبِ الانتظار
والمقصودُ مِن أقلِّ مراتبِ الانتظار هي الأوصافُ التي إذا لم يتَّصِف بها الشيعيُّ فإنّهُ لا يصدقُ عليه وصْفُ (مُنتظر).. يعني يكونُ خارجَ دائرةِ الانتظار،
وأدنى مَراتبِ الانتظار لابُدَّ أن يُحقّقَ الشخصُ هذهِ الأوصاف في نفسه:
(توقعٌ ، واشتياقٌ ، واستعداد)
وهذا نحنُ نعملُ بهِ في حياتِنا في كُلِّ الأمور..
يعني مثلاً إذا كان الشخصُ ينتظرُ حَبيباً، صديقاً، إنساناً عزيزاً جدّاً عليه.. ومنذُ مُدّةٍ مِن الزمن لم يَرَهُ، واتَّصل بهِ تلفونيّاً وأخبَرَهُ بأنّهُ بعد ثلاثةِ أيّامٍ هو آتٍ.. وأنّهُ يَصِلُ الساعةَ الفلانيّةَ إلى المطار، ولكن لم يُحدِّد بالضبط ساعة الّلقاء..
هذهِ المعاني سيجدُها الإنسانُ حاصلةً في نفسهِ،
أوّلاً: التوقّعُ .. يعني يبقى الإنسانُ يحسِبُ، يتوقّع (الآن طارت به الطائرة، يتوقّع الآن الطائرة وصلت، يتوقّع الآن نزل مِن الطائرة، يتوقّع الآن ذهب لأخذ الأغراض...)
هذهِ كلّها توقّعات.. لأنَّهُ لا يرى بعينهِ.. إذ لا علم عندهُ، فتبدأُ حالةُ التوقّعِ تشتغلُ عند الإنسان.

■ وكذلك الاشتياقُ أيضاً.. فإنّهُ إذا كانَ مشتاقاً لهُ في وقتٍ من الأوقات وبرَدَ ذلك الشوق.. فالآن لأنَّهُ سيلتقي بهِ تبدأُ حالةُ الاشتياقِ أيضاً تشتغلُ عند الإنسان،
■ والاستعدادُ أيضاً كذلك..
الاستعدادُ على المُستوى النفسي والاستعدادُ على مُستوى استقبالِهِ وتهيئةِ ما يُناسبُ لِمجيئه لزيارتهِ، لمقامهِ،
هذه القضايا نحنُ نعملها في مختلف شؤوناتِ حياتنا اليوميّة مع الناس.. بل حتّى مع الأشياء الجامدة،
نفس هذهِ الحالات مِن التوقّع ومن الاشتياق ومن الاستعداد بما يناسب كُلّ شيء، إن كان مِن الجمادات أو مِن بني البشر أو مِن أي شيءٍ آخر.. سيكونُ هناك انفعالٌ عند الإنسان وتفاعل، يجمع ما بينَ التوقّعِ والشوقِ والاستعداد،
ولذلك قُلنا بأنَّ هذا هو أقل معنى مِن معاني الانتظار..
فإذا كان الشيعيُّ مُنتظراً لإمامِ زمانِهِ.. فالمفروضُ أنّ أقلَّ مستوى من الانتظار يكونُ حاصلاً عنده، وهذا هو أقلُّ مستوى مِن الانتظار..
هذا هو المعنى المُوجزُ المُختصرُ للانتظار..

🔴 وعليه لابُدَّ أن نتفحَّصَ في داخلِ نُفُوسِنا.. هل توجد مثلُ هذهِ المعاني في علاقتِنا مع إمامِ زمانِنا "صلوات الله عليه" أو لا..؟!
هذهِ المعاني الثلاثة - التي هي أقلّ مَراتب الانتظار - إذا لم تتحقّقُ عند الإنسان فإنّهُ يكونُ خارجَ دائرة الانتظار.. لأنَّ هذهِ المعاني الثلاثة الإنسان يمارسُها مع الناسِ مع الجمادات، بل ربّما حتّى مع الحيوانات،
● فهل هذهِ المعاني موجودةٌ في داخلنا اتّجاه إمام زمانِنا؟
● هل نحنُ نعيش حالةَ التوقّعِ الصادقِ لِفَرَجِهِ في كُلِّ حين..؟!
● هل نعيشُ فعلاً حالةَ الاشتياقِ إليه وإلى لقائه..؟!
● هل خطونا خطواتٍ عمليّةً إستعداداً مِنها لِظُهورِهِ الشريف.. ؟!
هذا المضمون للانتظار هل هو مُتحققٌ فينا مع إمامِ زمانِنا أو أننا هكذا فقط نردِّدُ هذهِ الكلمات على الألسنةِ فقط؟!

#يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#يا_صاحب_الزمان
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

64 - 4

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

🛑 يا شيعة أهل البيت، في ثقافة العترة:
سبيلُ الخَلاص مِن كُلّ شدّة هُو الّلجوء إلى إمام زمانكم.

✸ يقول إمامُنا الثامِن ووليّنا الضامِن #الإمام_الرضا "صلوات الله وسلامهُ عليه":
(إذا نزلتْ بكم شدّة فاستعينوا بنا على الله، وهُـو قول الله عزّ وجلَّ: {وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوه بها} قال أبوعبدالله "عليه السلام": نَحنُ واللهِ #الأسماء_الحسنى التي لا يُقبل مِن أحدٍ إلّا بمَعرفتنا، قال: {فادعوه بها})
[تفسير البرهان: ج2]

الأسماءُ الحُسنى في ثقافة #أهل_البيت "صلوات الله عليهم" حقائق ولَيستْ ألفاظ.. الأسماء الحُسنى هم محمّد وآل محمّد "صلوات الله عليهم".
والإمام الرضا في الحديث أعلاه يُوصي أشياع أهل البيت أن إذا نزلتْ بِكُم نازلة ووقعتم في مِحنةٍ وشدّةٍ فاستعينوا بمُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ لحلّها.
ويُؤكّد على هذا الأمر #سيّد_الكائنات "صلّى الله عليه وآله" في حديثٍ لهُ يقول فيه:
(يا عباد الله، إنَّ آدم لمَّا رأى النُورَ ساطعاً مِن صُلْبه، إذْ كان تعالى قد نقَلَ أشباحنا - أهل البيت - مِن ذُروة العَرش إلى ظَهره - أي إلى ظهر آدم -
رأى - آدمُ - النورَ ولم يتبيّن الأشباح، فقال: يا ربّ، ما هذهِ الأنوار؟ قال الله عزَّ وجلَّ:
أنوارُ أشباحٍ نقلتُهم مِن أشرف بقاع عَرشي إلى ظهرك، ولذلكَ أمرتُ الملائكةَ بالسُجود لك، إذْ كُنتَ وعاءً لتلكَ الأشباح.
فقال آدم: يا رب، لو بيّنتها لي؟ فقال اللهُ عزَّ و جلَّ: انظرْ - يا آدم - إلى ذُروة العَرش، فنظر آدم ووقعَ نُور أشباحنا مِن ظَهْر آدم على ذُروة العَرش، فانطبعَ فيه صُوَرُ أنوار أشباحنا التي في ظَهره كما ينطبعُ وجهُ الإنسانِ في المِرآة الصافية، فرأى أشباحنا.
فقال آدم: ما هذهِ الأشباح،يا ربّ؟ قال اللهُ تعالى: يا آدم، هذهِ أشباحُ أفضلِ خَلائقي و بريّاتي، هذا مُحمّدٌ، وأنا المَحمود الحَميد في أفعالي، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسْمي، وهذا عليّ، وأنا العليُّ العظيم، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسِمي، وهذهِ فاطمة وأنا فاطرُ السماواتِ والأرض، فاطمُ أعدائي مِن رحمتي يوم فصْل القضاء، وفاطمُ أوليائي ممّا يعتريهم ويشينهم، فشققتُ لها اسْماً مِن اسمي، وهذانِ الحسنُ والحسين وأنا المُحسن المُجمل، شققتُ اسْمهما مِن اسْمي، هؤلاء خيارُ خليقتي وكرامُ بريتي، بهم آخذُ و بهم أُعطي، وبهم أعاقب وبهم أثيب،
فتوسَّل بهم إليَّ - يا آدم - وإذا دهتكَ داهيةٌ فاجْعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنَّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، و لا أرُدَّ لهم سائلاً، فلذلكَ حين زلَّتْ منهُ الخطيئة دعا الله عزَّ وجلَّ بهم، فتاب عليه وغفر له)
[تفسير الإمام الحسن العسكري]

• لاحظوا هذهِ العبارة لسيّد الكائنات حِين يقول:
(فتوسَّل بهم إليَّ - يا آدم - وإذا دَهَتْكَ داهيةٌ فاجْعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنَّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، و لا أرُدَّ لهم سائلاً)
هذا قَسَمٌ مِن الله تعالى بأن لا يردّ أحداً سألهُ ودعاهُ صادقاً مُخلصاً مِن خلال مُحمّدٍ آل مُحمّد "صلواتُ الله وسلامه عليهم"..

فيا شيعة العِراق - على وجه الخُصوص - الجأوا بصِدْقٍ وانقطاعٍ وتوجّهٍ إلى إمام زمانكم..

طَرقتم أبوابَ الأحزاب، وأبوابَ الزعامات الدينيّة والسياسيّة.. فما وجدتم سِوى الخُذلان..
فتوجّهوا إلى سبيل النجاة الوحيد الذي تُخاطبونه في زيارتهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا سفينة النجاة)
ولا تُعلّقوا آمالاً حتّى على سَعْيكم وجُهدكم.. فَإنَّ سَعي العَبد بِمُفردهِ مِن دُون الّلجوء إلى إمام زَمانهِ سَعيٌ خائب.. كما يقول #خاتم_الأنبياء "صلّى الله عليه وآله":
(أوحى اللهُ إلى بَعْضِ أنبيائهِ في بعْض وحيه إليه، فقال: وعزّتي وجلالي، لأقطعنَّ أملَ كُلِّ مُؤمّلٍ غيري بالإياس، ولأكسونّه ثوبَ المذلّة في الناس، ولأُبعدنه مِن فَرَجي وفَضْلي، أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سوايَ، وأنا الغنيُّ الجواد؟! بيدي مفاتيحُ الأبواب وهي مُغلّقة، وبابي مفتوحٌ لِمَن دعاني.
ألم يعلم أنّه ما أوهنتهُ نائبةٌ - أي ما أضعفتهُ مُصيبةٌ - لم يملكْ كشفها عنهُ غيري؟ فما لي أراهُ بأملِهِ مُعرضاً عنّي؟!
قد أعطيتهُ بجُودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرضَ عنّي ولم يسألني وسألَ في نائبته غيري، وأنا اللهُ أبتدئُ بالعَطيّة قبلَ المسألة، أفأُسَألُ فلا أُجيب؟ كلّا، أو ليسَ الجُود والكرمُ لي؟ أو ليستْ الدُنيا والآخرة بيدي؟ فلو أنَّ أهْل سبع سماواتٍ وأرضين سألوني جميعاً فأعطيتُ كُلّ واحدٍ منهم مَسألته، ما نقَصَ ذلك مِن مُلكي مثلُ جناح بعوضة، وكيف ينقصُ مُلْك أنا قَيّمُهُ؟ فيا بؤساً لِمَن عصاني ولم يُراقبني..)
[عدّة الداعي]

#يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#يا_صاحب_الزمان
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

91 - 8

حقائق الكتاب و العترة
Posted 1 week ago

❤️ زُوّارُ الحسينِ والنادبونَ له في النصفِ مِن شعبان.. يُدخلونَ الارتياحَ على قلوبِ أهلِ البيت

❂ يقولُ إمامُنا الصادق وهو يُحدِّثُ بعضَ أصحابهِ عن زيارةِ الحسين، يقول:
(..لقد حدّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانهُ -أي الحسين صلواتُ اللهِ عليه- منذُ قُتِلَ مِن مُصَلٍّ يُصلِّي عليهِ مِن الملائكة، أو مِن الجِنّ، أو مِن الإنس، أو مِن الوحش..
وما مِن شيءٍ إلّا وهو يَغبِطُ زائرَهُ ويتمسّحُ بهِ، ويرجو في النظرِ إليهِ الخيرَ لِنظرِهِ إلى قبرِهِ "صلواتُ اللهِ عليه"،
ثُمّ قال الإمام:
بلغني أنّ قوماً يأتونَهُ -يعني يأتون الحسين- مِن نواحي الكوفة، وأُناساً مِن غيرِهم، ونِساءً يَنْدُبْنَهُ، وذلك في النصفِ مِن شعبان..
فمِن بينِ قارئٍ يقرأ، وقاصٍّ يَقصُّ، ونادبٍ يندب، وقائلٍ يقولُ المَراثي،
فقال رجلٌ للإمام:
نَعَم جُعِلتُ فِداك، قد شهدتُ بعضَ ما تَصِف. فقال الإمام:
الحمدُ للهِ الَّذي جعل في الناسِ مَن يَفِدُ إلينا ويَمدحُنا ويرثي لنا، وجعل عدوَّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرِهم، يَهْذؤنَهم، ويُقبِّحونَ ما يصنعون)
[كامل الزيارات]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قولِهِ: (وما مِن شيءٍ إلّا وهو يَغبِطُ زائرَهُ ويتمسّحُ بهِ ويرجو في النظرَ إليهِ الخيرَ لِنظرِهِ إلى قبرهِ)
يعني ما مِن شيءٍ في الوجود إلّا وهو يغبِطُ زائرَ الحسين، ويتمسّحُ بزائر الحسين، ويرجو أن ينالَ الخير بنظرِهِ لزائرِ الحسين، لِما نالَهُ زائرُ الحُسينِ مِن رفيعِ المقام حين تشرّف بالنظرِ إلى قبرِ الحُسين

فهذا المقامُ الرفيعُ لزائرِ الحُسين ليس ذاتيّاً لزائرِ الحسين.. وإنّما نالَهُ بسببِ ارتباطِهِ بالحسين وزيارتِهِ للحسين.
والإمام يُشير إلى ذلك حين يقول: (ويرجو في النظرِ إليهِ الخيرَ لِنظرِهِ إلى قبرهِ)
يعني كلُّ شيءٍ في الوجود يرجو الخيرَ في النظرِ إلى زائرِ الحسين.. لأنّ زائرَ الحسينِ تشرّفَ بالنظرِ إلى قبرِ الحسين.. لذلك صارت له هذه المنزلة لأنّه ارتبط بالحسين "صلواتُ اللهِ عليه"

وقطعاً الزيارةُ هنا تُشيرُ إلى زائرِ الحسينِ العارفِ بِحقّهِ، كما جاء في روايات العترة: (مَن زارَ الحُسين عارفاً بِحقّه..)
فإنّ منزلةَ زائرِ الحسين تعلو كُلّما زادت معرفتُهُ بحقِّ الحسين.

✦ قوله: (الحمدُ للهِ الذي جعل في الناس مَن يفِدُ إلينا ويمدحُنا ويرثي لنا)
الإمام يحمدُ اللهَ لأنَّ هذه القضيّةَ ستكونُ فيصلاً بين الحقِّ والباطل، بين النورِ والظلام.. فالحسينُ مِصباحُ الهدى
فكلُّ مَن يقترب مِن هذا المصباح سيدخلُ في دائرةِ النور، وكلُّ مَن يبتعد عن هذا المصباح فإنّه سيذهبُ في الظلامِ بعيداً..

فالإمامُ يحمدُ اللهَ تعالى أنّ هناك ميزانٌ وفيصلٌ يُميّزُ الحسينيّينَ الصادقينَ الذين يُحيونَ أمرَ الحسين ويعتنونَ بزيارةِ الحسين.. وبين غيرِهم مِن أعداء أهل البيت الذين يستخِفُّونَ بزوّارِ الحسين وبشعائرِ الحسين وبإحياءِ أمرِ الحسين،
وهذا الحمد مِن الإمامِ الصادق مُستمِرٌّ.. فالإمامُ يقول:
(والحمدُ للهِ الذي جعل عدوّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرِهم)
وهذه العبارةُ تحتاجُ إلى وقفةِ تفكّرٍ وتدبُّر..

فالإمامُ يُصرّحُ بأنّ هناك مِن قرابتِهم مَن يطعنُ في زوّارِ الحسين!
قولِهِ: "مِن قرابتِنا"؛ (يعني إمّا مِن السادةِ الهاشميّين، أو مِن الشيعة)

فالإمام يقول: أنّ هناك مِن الهاشميّين ومِن الشيعة مَن يطعنُ على الذين يُشاركونَ في الشعائرِ الحسينيّة!
والإمامُ يصِفُ هؤلاء الذين يطعنونَ بزوّارِ الحسين وبالشعائرِ الحسينيّةِ أنّهم أعداءٌ لأهل البيت، فيقول:
(وجعل عدوّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرهم يَهْذؤنهم)

معنى "يهذؤنهم" يعني يستخِفُّونَ بهم ويُؤذونَهم ويُسمِعونهم ما يكرهون.
وفي نُسخة أُخرى وردت هذه الصيغة: "يهدرونهم"؛ أي يهدرون دمائهم!

وهنا ملاحظة لابدّ من الإشارة إليها:
وهي أنّ الإمامَ حين يقول: "وجعل عدوّنا مَن يطعنُ عليهم"
الإمام يقصد "بعدوّنا": العلماء المُقصّرونَ في حقِّ أهل البيت في واقعِنا الشيعي،
هؤلاء هم أعداءُ أهل البيت بالدرجةِ الأولى بنصِّ كلام الإمام الصادق في حديثٍ له مع المُفضّل،
حين سأل المفضّل الإمام: "مَن هم المُقصّرة"؟
فالإمام أجابَهُ بأنّهم علماء الشيعة الذين شكّوا في فضل أهل البيت وأنكروا مقامات أهل البيت الغَيبيّة وجحدوها..!

فيا أشياع أهل البيت في عراقِ عليٍّ والحسين؛
لا تُقصّروا في زيارةِ قبر الحسين وفي إحياءِ أمر الحسين، لاسيّما في النصفِ مِن شعبان
فحقُّ الحسين واجبٌ عظيمٌ جدّاً في أعناقنا

أخلصوا الدعاء بنيّاتٍ صادقة وقلوبٍ طاهرة تحت قُبّةِ الحسين بأن يُعجّلَ الباري بجودهِ فرجَ إمامِ زمانِنا،
وأن يكشفَ هذه الغُمّة وهذه الفتن العمياء المُظلمة، يكشفُها عنّا بحضور إمامِ زمانِنا "صلواتُ الله عليه"

قلّدناكم الزيارة والدعاء يا زوّار الحسين

#ياحسين
#يا_مهدي
#زيارة_الحسين
#الزيارة_الشعبانية
#النصف_من_شعبان
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

83 - 2

حقائق الكتاب و العترة
Posted 2 weeks ago

💙 وقفة عند حديثٍ لسيّدِ الشُهداءِ عن جمالِ عليٍّ الأكبر.. يُذكّرُنا بحديثِ رسولِ اللهِ عن أوصافِ إمامِ زمانِنا

❂ ورد في كُتبِ السِيَرِ أنّه دخل رجلٌ نصرانيٌّ مسجدَ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله" فقال له الناس:
(أنتَ رجلٌ نصراني، أُخرج مِن المسجد، فقال لهم: إنّي رأيتُ البارحةَ في منامي رسولَ اللهِ ومعهُ عيسى ابنُ مريم، فقال عيسى ابنُ مريم:
أسْلِم على يدِ خاتمِ الأنبياء محمّدِ ابن عبدِ الله، فإنّه نبيُّ هذه الأُمّةِ حقّاً،
وأنا أسلمتُ على يدِهِ وأتيتُ الآن لأُجدِّدَ إسلامي على رجُلٍ مِن أهلِ بيتِهِ،
فجاؤوا به إلى الحسينِ "صلواتُ اللهِ عليه"، فوقع على قدميهِ يُقبِّلُهُما،
فلمّا استقرَّ به المجلسُ قصَّ له الرُؤيا التي رآها في المنام،
فقال له سيّدُ الشُهداء:
أتحبُّ أن آتيك بشبيهِهِ -أي آتيكَ بشبيهِ رسولِ الله-؟
فقال الرجل: بلى سيّدي،
فدعى الحسينُ بولدِهِ عليِّ الأكبر، وكان إذ ذاك طِفلٌ صغيرٌ وقد وُضِعَ على وجهِهِ البرقع، - أي وُضِعَ غطاءٌ أو لثام على وجهِهِ لشدّةِ جمالِهِ-
فجِيءَ به إلى أبيه.. فلمّا رفع الحسينُ البُرقعَ مِن على وجهِهِ ورآهُ ذلك الرجلُ وقع مُغمىً عليه!
فقال الحسينُ "عليه السلام":
صُبّوا الماءَ على وجهِه.. ففعلوا،
فلمّا أفاق، إلتفتَ إليه الحسينُ -فسألَهُ- وقال:
يا هذا.. إنّ ولدي هذا شبيهٌ بجدّي رسولِ الله؟
فقال الرجل: إي والله،
فقال له الحسين:
يا هذا إذا كان عندك ولدٌ مِثلُ هذا وتُصِيبُهُ شوكة، ما كنت تصنع؟ قال: سيّدي أموت!
فقال سيّدُ الشهداء:
أُخبِرُك أنّي أرى ولدي هذا بعيني مُقطّعاً بالسيوفِ إرباً إرباً)
[ثمرات الأعواد]
〰〰〰〰〰〰
ومضاتٌ للتفكّر 💭
✦ هذه الأيّامُ الشريفة مِن شعبان المُعظّم هي أيّامُ ميلادِ مُهجةِ قلبِ الحسين؛ شبيهِ المُصطفى خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقا:
"عليّ بن الحسين" المعروفِ بالأكبر

ونحنُ مأمورونَ أن نفرحَ لِفرَحِ أهلِ البيتِ وأن نحزنَ لأحزانِهم،
ولكنَّ فرَحَنا بهم فرَحٌ مشوبٌ بالّلواعج الأحزان،
فَرَحُنا بعد الزهراءِ وما جرى بين البابِ والجدارِ فَرَحٌ مشوبٌ بالأحزان!

وحينما تمرُّ أفراحُنا على الغاضريّاتِ وعلى أبطالِ الطفوفِ وشموسِ كربلاءَ الطالعة.. فإنَّ هذا الفرَحَ يكونُ مَشوباً بالحُزنِ والألمِ ومرارةِ الرزيّة،
وهذا الحديثُ الشريف مِصداقٌ واضحٌ مِن مصاديقِ الفرحةِ المَشوبةِ بالحُزن

فهو يُفرِحُنا بالحديثِ عن عليِّ الأكبرِ وعن جمالِهِ الأخّآذ.. وشدّةِ الشبَهِ بينهُ وبين رسولِ الله "صلّى اللهُ عليه وآله"،
ولكنّهُ في خاتمتِهِ حين يمرُّ على الغاضريّاتِ يتحوّلُ إلى مأتمِ"عزاءٍ حُسيني!

✦ ومضةٌ أُخرى
حين برز عليُّ الأكبر يومَ عاشوراء.. رفع سيّدُ الشهداء طَرْفهُ نحو السماء وقال:
(الّلهُمّ اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ الناسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنطِقاً برسولك، وكُنّا إذا اشتقنا إلى رُؤيةِ نبيّكَ نظرنا إليه)
[عوالم العلوم]

هذا تصريحٌ بشِدّةِ الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وجدّهِ المُصطفى "صلّى اللهُ عليه وآله"
وهذا التصريحُ ليس مِن شخصٍ عادي،
بل مِن سيّدِ الشُهداء،
وما إغماءُ الرجلِ النصرانيِّ حين نظر لعليٍّ الأكبر إلّا تأكيدٌ لهذه الحقيقة،
لأنّه رأى عليَّ الأكبرِ نُسخةً مِن الصورةِ التي رآها لرسولِ اللهِ في منامِهِ، فأُغميَ عليه،
لذلك قال سيّدُ الشهداءِ حين برز عليٌّ الأكبر:
(الّلهُمّ اشهد على هؤلاء القوم)
فقد أشهدَ اللهَ تعالى عليهم لأنّ الحُجّةَ البالغةَ قد أُقيمت عليهم،
فالذي برز لِقِتالِهم شخصيّةٌ هي نُسخةٌ مِن رسولِ اللهِ في الخَلْقِ والخُلُقِ وفي المَنطقِ أيضاً،
فكيف يتجرّؤون على قتلِهِ؟!

هذا الحديثُ لسيّدِ الشهداء عن الشبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وبين رسولِ اللهِ يُذكّرُنا بأحاديثِ العِترةِ الطاهرةِ عن الشبَهِ الكبيرِ بين نبيّنا الأعظمِ وبين إمامِ زمانِنا في خِلْقتِهِ وفي أخلاقِهِ أيضاً،
فأحاديثُ أهلِ البيتِ كثيرةٌ وواضحة تلك التي تُصرِّحُ بأنّ إمامَ زمانِنا هو كرسولِ اللهِ في الخَلْق والخُلُق.. لا أنّه ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُقِ كما يدّعي قِسْمٌ مِن علماءِ الشيعةِ الذين يقولونَ بقولِ النواصبِ والذين لا عِلمَ لهم بحديثِ أهلِ البيت.

#يامهدي
#الثقافة_الزهرائية
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج

79 - 4